رحلة كاتدرائية سيدة لبنان وسانت بيتر: تاريخ، قيادة، ودورها كرمز للحضور الماروني الكاثوليكي في كاليفورنيا والولايات الغربية

كاتدرائية سيدة لبنان وسانت بيتر المارونية في لوس أنجلوس: تاريخ ومركز روحي

تُعدّ كاتدرائية سيدة لبنان وسانت بيتر المارونية الكاثوليكية في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، صرحًا دينيًا محوريًا للجالية المارونية في غرب الولايات المتحدة. تشغل هذه الكاتدرائية مكانة المقر الرئيسي لأبرشية سيدة لبنان في لوس أنجلوس، وتشارك هذه المكانة مع كاتدرائية سانت ريمون في سانت لويس بولاية ميسوري، مما يعكس الامتداد الجغرافي الواسع للأبرشية.

بدايات متواضعة ونمو تدريجي:

تعود جذور الوجود الماروني المنظم في لوس أنجلوس إلى عام 1923، عندما قام المونسنيور جوزيف ضاهر بتنظيم الكاثوليك المارونيين في رعية أطلق عليها اسم "سيدة جبل لبنان". في البداية، كانت القداسات تُحتفل بها في منزل تم شراؤه من قبل الجماعة في "وارن وبروكلين أفنيوز". وفي عام 1926، تولى الأب بول ميوشي منصب القس، وشهدت الرعية في عهده بناء الكنيسة، قاعة الرعية، وسكن الكاهن (المستقيم) على الممتلكات.

قيادات بارزة وتوسع الأبرشية:

شهدت الكنيسة في لوس أنجلوس مرور شخصيات كنسية بارزة. فقد انتُخب أحد كهنتها أسقفًا لصور عام 1934، قبل أن يصبح لاحقًا بطريرك أنطاكية، وكاردينال، ورئيسًا للكنيسة المارونية، مما يبرز الأهمية المتزايدة لهذه الرعية.

وفي عام 1956، أصبح الأب جون شديد القس المسؤول عن الرعية. بحلول ستينيات القرن الماضي، ومع تزايد أعداد الموارنة، برزت الحاجة الماسة لبناء كنيسة جديدة تتسع للجماعة المتنامية. وفي 2 أغسطس 1966، اتخذت الرعية قرارًا مصيريًا بقبول عرض من الكاردينال جيمس فرانسيس ماكنتاير، من أبرشية لوس أنجلوس الرومانية الكاثوليكية، للحصول على كنيسة سانت بيتر الكاثوليكية الرومانية. تميز هذا الموقع بقربه من بيفرلي هيلز وهوليوود، مما جعله موقعًا استراتيجيًا. تم الانتهاء من قاعة الرعية الجديدة في عام 1969، مما وفر مساحة أكبر للأنشطة المجتمعية.

تواصل الأب شديد في مسيرته الكنسية، حيث نال لقب "قسيس قداسته" مع لقب المونسنيور في عام 1969، ثم لقب "خور أسقف ماروني" في عام 1978. وفي عام 1980، عُين أسقفًا مساعدًا لأبرشية سانت مارون في بروكلين، مما يعكس التقدير المتزايد لجهوده وخدمته.

تأسيس الأبرشية والكاتدرائية:

توجت هذه الجهود بتأسيس أبرشية سيدة لبنان في لوس أنجلوس بمرسوم من البابا يوحنا بولس الثاني في 23 يونيو 1994. وفي هذا اليوم التاريخي، تم اختيار كنيسة سيدة جبل لبنان وسانت بيتر لتكون بمثابة كاتدرائية الأبرشية. وفي نفس السياق، تم تعيين المطران شديد أسقفًا أول للأبرشية، ليتولى قيادتها الروحية والإدارية.

لم تخلُ مسيرة الكاتدرائية من التحديات، ففي 6 يناير 1996، تعرضت الكاتدرائية لحريق تسبب في أضرار. ولكن بفضل عزيمة المجتمع، تم تجديدها بالكامل. وفي أثناء عملية التجديد، تمت إضافة مبنى المستشارية (Chancery)، الذي يضم المكاتب الإدارية للأبرشية، مما يعزز من قدرتها على خدمة الموارنة في نطاقها الجغرافي الواسع.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال