"هو" السارد المتسلل: تحليل عميق لدور الضمير الغائب في تشكيل المعنى السردي وتوجيه الرؤية القرائية

السارد الغائب: "هو" وشخصيته السردية المتفردة

يعتبر السارد الغائب، الذي يتحدث بصيغة الغائب الثالث "هو"، أحد أهم أدوات السرد الروائي. فهو يشكل نافذة واسعة تطل على عالم القصة، حيث يتولى مهمة نقل الأحداث والشخصيات إلى القارئ من منظور خارجي.

خصائص السارد الغائب:

• الموضوعية الظاهرية: يقدم السارد الغائب الأحداث بشكل موضوعي، وكأنه مراقب محايد لا يشارك في الأحداث. إلا أنه في الواقع، يستطيع الكاتب من خلاله التعبير عن آرائه وأفكاره بشكل غير مباشر.
• المعرفة الشاملة: يتميز السارد الغائب بمعرفة واسعة بكل تفاصيل القصة، بما في ذلك أفكار الشخصيات ومشاعرها الداخلية.
• السيطرة على الزمن: يستطيع السارد الغائب التحكم في تسلسل الأحداث وتقديمها بالترتيب الذي يراه مناسبًا.
• الربط بين الحدث والتعليق: يربط السارد الغائب بين الأحداث والتعليقات عليها، مما يساهم في تعميق فهم القارئ للقصة.

أهمية السارد الغائب:

• التحكم في الرؤية: يمنح السارد الغائب الكاتب القدرة على التحكم في رؤية القارئ للأحداث والشخصيات.
• إخفاء المؤلف: يتيح السارد الغائب للمؤلف أن يتوارى خلفه، ويقدم القصة بشكل غير مباشر.
• خلق جو من الواقعية: يساهم السارد الغائب في خلق جو من الواقعية، حيث يشعر القارئ بأن الأحداث تحدث بالفعل.
• التنوع في السرد: يمكن استخدام السارد الغائب بطرق مختلفة، مما يوفر للكاتب مرونة كبيرة في بناء الرواية.

الجماليات السردية لضمير الغائب:

• المسافة: يخلق ضمير الغائب مسافة بين السارد والشخصيات، مما يمنح القارئ فرصة لتكوين رأي مستقل عن الشخصيات والأحداث.
• الموضوعية الظاهرية: يعطي ضمير الغائب انطباعًا بالموضوعية، مما يزيد من مصداقية السرد.
• التعمق النفسي: على الرغم من المسافة التي يخلقها، يمكن للسارد الغائب أن يتعمق في النفس البشرية وكشف أسرارها.

اللزمات السردية المرتبطة بضمير الغائب:

• الصيغ الماضية: يعتمد السارد الغائب بشكل كبير على الصيغ الماضية، مما يعطي القصة طابعًا تاريخيًا.
• الوصف التفصيلي: يستخدم السارد الغائب الوصف التفصيلي لإضفاء الحيوية على الأحداث والشخصيات.
• التعليقات السردية: يلجأ السارد الغائب إلى التعليقات السردية لتوضيح بعض الجوانب أو الأفكار.

ختامًا:

يعتبر السارد الغائب أداة سردية قوية، تساهم في بناء عوالم روائية متكاملة. فهو لا يقتصر على نقل الأحداث، بل يتجاوز ذلك إلى تقديم تحليلات وتفسيرات، مما يجعل القصة أكثر عمقًا وإثارة.