عندما زار ابن جبير المدينة المنورة أشار الى وجود أربعة أبواب في سورها الأول (الجواني)، يقابل كل منها باب في السور الثاني (البراني).
وبالتالي من المرجح أن ابن جبير شاهد الأبواب المتقابلة في السورين، ولم يشاهد الأبواب الأخرى؛ فوقع في لبس وخطأ في التصور، تبعا لذلك.
أبواب السورين (البرّاني) و (الجوّاني) تزايد عددها عبر العصور المختلفة؛ إذ كانت في السور (الجواني) أربعة أبواب في زمن المقدسي (ت 375هـ/985م) وابن جبير (ت 614هـ/ 1217م).
وأضحت خمسة أبواب في العصر المملوكي والعثماني.
إلا أن عبد العزيز كعكي يشير الى أنه كانت هناك تسعة أبواب في ذلك السور، قبل هدم جميع الأسوار سنة 1370هـ/ 1950م(13).
وفي هذا إشارة الى وجود أربعة أبواب جديدة، وقد تكون أُحدثت في حقبة متأخرة، لربط المدينة المنورة القديمة بالأحياء التي استجدت خارجها، أو ربما كانت هذه الأبواب موجودة قبل ذلك، ولكن لصغرها لم تأبه بذكرها المصادر التاريخية.
السور (البرّاني) كان في بادئ أمره يحتوي على أربعة أبواب، وبقيت الى زمن علي بن موسى (ت 1303هـ/ 1885م) الذي ذكرها.
ثم جاء من بعده إبراهيم رفعت (آخر رحلة له للمدينة كانت سنة 1325هـ/ 1907م) الذي أضاف باباً خامساً.
ويذكر عبدالعزيز كعكي ثلاثة أبواب أخرى.
وربما ينطبق عليها ما قبل عن الأبواب التي في السور (الجواني).
السور الثالث والأخير لم يطل به الأمر حتى تشهد أبوابه تغيرات في عددها.
وما يتوافر عنه من معلومات هو أنه كان يحتوي على أربعة أبواب.
وربما ينطبق عليها ما قبل عن الأبواب التي في السور (الجواني).
السور الثالث والأخير لم يطل به الأمر حتى تشهد أبوابه تغيرات في عددها.
وما يتوافر عنه من معلومات هو أنه كان يحتوي على أربعة أبواب.
كانت هذه الأبواب تتوزع على أضلاع الأسوار بكيفيات مختلفة؛ ففي السور (الجواني) كانت الأبواب تتوزع وقت بنائه على النحو التالي:
- باب شرقي يؤدي الى البقيع.
- باب شمالي يؤدي الى شهداء أحد.
- باب في الناحية الشمالية الشرقية.
- باب غربي يؤدي الى قباء جنوباً، فربما كان قريباً من الناحية الجنوبية.
- باب شرقي يؤدي الى البقيع.
- باب شمالي يؤدي الى شهداء أحد.
- باب في الناحية الشمالية الشرقية.
- باب غربي يؤدي الى قباء جنوباً، فربما كان قريباً من الناحية الجنوبية.
هذه الأبواب هي التي وصفها المقدسي وأسماها: باب البقيع (شرقاً) وهو يواجه مقبرة البقيع، وباب الخندق، وربما كان يقع في الناحية الشمالية للمدينة المنورة حيث الخندق ومساجد الفتح، وباب الثنية في شمال غربي السور حيث يواجه ثنية تعرف بثنية الوداع وتقع شمال غربي المدينة المنورة على طريق الشام؛ وباب جهينة ويرجح أنه كان في الضلع الغربي لأسوار المدينة.
ويظهر أنه هذه الأبواب هي التي ذكرها ابن جبير وإن كان قد أطلق على بعضها أسماء أخرى.
وكذلك فعل السخاوي (ت 902هـ/ 1496م) في (التحفة اللطيفة).
وأضاف صالح لمعي باباً خامساً ذكر بأنه كان مسدوداً في تلك الحقبة، استناداً على وصف السمهودي للمدينة في عصره.
وربما كان ذلك سبب إغفال السخاوي لذكره ضمن أبواب السور (الجوّاني).
أما النابلسي فإنه، عندما يصف الأبواب الأربعة، سالفة الذكر، يذكر بأن منها الباب الشامي الصغير، ويقول عنه: إنه (قبلي).
والمؤكد أنه يقصد بذلك بيت المقدس القبلة الأولى للمسلمين، وليس الكعبة المشرفة، لأنه يقع الى الشمال.
كما يشير النابلسي بنفسه في ثنايا حديثه عن دخوله المدينة قادماً من الشام، فيذكر بأنه دخل من هذا الباب الذي كان مجاوراً لقلعة المدينة، والتي كانت تقع في الزاوية الشمالية الغربية من سور المدينة.
كما أن بعض المصادر ولوحات مصورة تاريخية تشير الى أن هذا الباب كان موجوداً بالقرب من القلعة، وأنه كان من أبواب السور (البراني).
يضاف الى ما سبق أن إطلاق اسم الشامي عليه يشير الى اتجاهه شمالاً حيث بلاد الشام.
وقد جرت العادة في الحجاز، حتى في الوقت الحاضر، إطلاق اسم (شام) للإتجاه الشمالي و (يمن) للإتجاه الجنوبي.
التسميات
تراث الحجاز
