صيغ منتهى الجموع.. من جموع الكثرةِ. كل جمع كان بعد ألف تكسيره حرفان أو ثلاثة أحرف وسطها ساكن



ما هي صيغة منتهى الجموع؟

من جموع الكثرةِ جمعٌ يقال له: "منتهى الجموع" و "صيغة منتهى الجموع" وهو كلُّ جمع كان بعد ألف تكسيره حرفان، أو ثلاثةُ أحرف وسطُها ساكنٌ: كدراهمَ ودنانيرَ.

أوزان صيغة منتهى الجموع:

وله تسعةَ عشَر وزناً. وهي كلها لمزيدات الثلاثيّ، وليس للرُّباعي الأصول وخماسيّة إلا "فعالِلُ وفعاليلُ" ويشاركهما فيهما بعضُ المزيدِ فيه من الثلاثي، كما سترى.

- (1 و2) فعالِلُ وفَعالِيلُ: كَدَراهِمَ ودَنانيرَ.

ويُجمعُ على "فعاللَ" كلُّ اسم رباعيّ الأصول، مجرَّد: كدرهم ودراهمَ، والمزيدُ فيه منه: كغَضنْفَر وغَضافِرَ، والأسماءُ الخماسيّةُ الأصولِ المجرَّدةُ: كسفرجل وسفارج، والزيدُ فيه منه: كعَندليبٍ وعَنادلَ.
ويُجمعُ على "فَعاليلَ" ما كان من ذلك مزيداً قبل آخره حرفُ علَّةٍ ساكنٌ: كقرطاس وقراطيسَ، وفرْدوْس وفراديسَ، وقنديل وقناديل، ودينار ودَنانير.

ويلحقُ بالرباعيِّ المجرَّدِ ومزيده (من حيث جمعُهُ على فعاللَ أو فعاليلَ) ما يُشبههما من الثلاثي المزيدِ في حشوه، أو في آخره، حرفٌ صحيح. فالمزيدُ في حشوه: كسُنْبُل وسنابل، وقُمَّسٍ وقمامسَ، وسكين وسكاكين، وسَفود وسَفافيد، وفَرُّوخ وفراريخ. والمزيدُ في آخره: كشَدقهم وشَداقم، وفَسْحُم وفَساحم، وقُعْدُد وقعاددَ، وسرحانٍ وسراحين، وشِمْلال وَشماليل.
"أما الثلاثي الأصول، الذى زيادته في أوله: كاصبع، المزيد فيه حرف علة في حشوه كخاتم وكودن وصيرف وصحيفة وعجوز، أو في آخره: كحبلى وكرسي، فله غير "فعالل وفعاليل" من صيغ منتهى الجموع الآتي بيانها":

- (3 و4) أَفاعِلَ وأفاعيلُ: كأَنامِلَ وأضابيرَ

ويجمع على "أفاعلَ" شيئانِ:
  • (الأوَّل): ما كان على وزن "أَفعل"، صفة للتَّفْضيل: كأفضَل وأفاضلَ. فإن كان صفة لغير التفضيل: كأحمر وأزرق وأسود وأعرج وأعمى، لم يُجمع عليها وإنما يُجمع على "فُعْل" كحمر وزُرق. كما تقدم، إلا إذا خرجَ عن معنى الوصفيَّة إلى معنى الاسميَّة، فيجمع هذا الجمع: كأسود (للحيَّة) واساودَ، وأجدل (للصقر) وأجادل، وأدهم (للقيد) وأداهمَ. ومثل: أحمر وأزرق وأعرجَ وأعمشَ (أعلاماً)، فتجمعُ على "أحامرَ وأزراقَ وأعارجَ وأعامشَ".
  • (الثاني): اسمٌ على أربعة أحرف، أوَّله همزةٌ زائدة: كإصبع وأصابعَ، وأُنمُلة وأناملُ. ولا يعتدُّ بعلامة التأنيث التي تلحقه، كما رأيتَ. وكذا لا يعتدُّ بها في كل الصّيَع التي ستُذكر.

ويُجمع على "أفاعيل" ما كان من ذلك مزيداً قبل آخره حرفُ مدّ كأسلوب وأساليبَ، وإضبارة وأضابيرَ.
(ومثل "أدم" وزنه "فاعل" لأن أصله: أأدم"، قلبت همزته الثانية مدة، ويجمع على "أوادم" على وزن "أفاعل" لا على وزن "فواعل" كما قالوا. وذلك لأن الهمزة في أوله هي زائدة وهي همزة "أفعل" الصفة المنقول عنها الإسم. فهي كهمزة "أجدل" نثبتها في الجمع كما نثبتها في "جادل".

وتقول في جمع أول. "أوائل" بوزن "أفاعل". لأن "أول" أصله "أوأل" أو "أأول" وكلاهما وزنه "أفعل".
وهكذا تقول في كل ما كان على وزن "أفعل" من الأسماء أو الصفات التي تشبه ما ذكرنا.

- (5 و6) تفاعلُ وتفاعيلُ: كتَجارِبَ وتسابيحَ.

ويُجمع على "تَفاعلَ" اسمٌ على أَربعة أَحرف، أَوَّله تاء زائدة. كتنبل وتنابِلَ، وتجربةٍ وتجاربَ.

ويجمع على "تفاعيل" ما كان منه مزيداً قبل آخره حرفُ مد: كتقسيمٍ وتقاسيمَ، وتسبيحة وتسابيح، وتنبالٍ وتُنبولٍ وتنْبالة وتنابيل، وتفراج وتفاريج.

- (7 و8) مفاعل ومفاعيل: كمساجد ومصابيح.

ويجمع على (مفاعل) ما كان على أربعة أحرف، أوله ميم زائدة: "كمسجد ومساجد، ومكنسة ومكانس".
(وما كان منه ثالثه حرف مد "والحرف هنا لا يكون إلا أصلياً، أو منقلباً عن أصل"، فإن كان ياء أبقيتها على حالها، كمصيف ومصايف، ومعيشة ومعايش، ومعيبة ومعايب. وإن كان منقلباً عن أصل رددته إلى أصله: كمفازة ومفاووز "واشتقهاقها من النور": ولا يجوز قلب حرف المد هنا همزة لأنه ليس بزائد كما هو في صحيفة وصحائف، ومدينة ومدائن، وسحابة وسحائب وكلها بوزن "فعائل" إلا ما شذ من قولهم: مصيبة ومصائب. وحقها أن تجمع على "مصاوب" لكن العرب قد أجمعت على همز "المصائب" وقد قيل: "همز المصائب من المصائب" على أنها قد أجمعت أيضاً على مصاوب، كما هو القياس. وكذا قالوا في جمع منارة: "مناور" على القياس، و "منائر" على الشذوذ).
ويجمع على "مفاعيل" ما كان من ذلك مزيداً قبل آخره حرف مدٍّ: كمصباح ومصابيح، ومطمورة ومطامير وميثاق ومواثيق.

- (9 و10) يَفاعِلُ ويفاعيلُ: كيَحامِدَ ويحاميمْ.

يُجمع على "يفاعل" اسم على أربعة أحرف، أوله ياءٌ زائدة: "كيحمد ويحامدَ، ويُعملةٍ ويَعاملَ".
ويُجمع على "يفاعيل" ما كان منه مزيداً قبل آخره حرفُ مدٍّ "كيحموم ويحاميمَ، ويَنبوعٍ وينابيع".

- (11 و12) فواعلُ وفواعيلُ: كخَاتِمَ وطواحينَ.

يُجمع على "فواعل" ثلاثة أشياء:
  • (الأوَّل): اسمٌ على أربعة أحرف، ثانيه واو أو ألف زائدتان: "ككوثر وكواثر، وخاتم وخواتم، وجائز وجوائز، وخالفةٍ وخوالف، وناصية ونواصٍ، ونافقاءَ ونوافق إلا ما كان منه معتل العين واللام، فيجمع على مثال "فعالى" (بفتح الفاء واللام): "كزاوية وزوايا، وراوية وروايا، وحاوية وحاوياء وحوايا".
  •  (الثاني): ما كان من الصفات على وزن" فاعل"، للمؤنث: "كحائض وحوائض، وطالق وطوالق، وناهد ونواهد". أو للمذكر غير العاقل: "كصاهل وصواهل، وشاهق وشواهق". وشذ جمعهم: "هالكاً وناكساً وفارساً" من المذكر العاقل، "هواجس ونواكس وفوارس".
  • (الثالث): ما كان من الصفات على وزن "فاعلة": "ككاتبة وكواتب، وشاعرة وشواعر، وخاطئة وخواطئ، وخاطية وخواط: وما كان منه يوصف به المذكر والمؤنث، فيجع على "فواعل" أيضاً "كخالفة وخوالف".

ويجمع على "فواعيل" ما كان من ذلك مزيداً قبل آخره حرفُ مد: "كطاحونة وطواحين، وطومار وطوامير".
واعلم أن الجواهر والجوارب والكواغد والطواجن ونحوها، من الجموع التي مفرداتها معربة، ليس وزنها فواعل، كما قالوا، وإنما هو فعالل، وكذلك اليواقيت والشواهين والجواميس والخواتين ونحوها، ليس وزنها فواعيل. وإنما هو فعاليل. لأن وزن فواعل وفواعيل لما كان ثانيه ألفاً أو واواً زائدتين.

وهذه الكلمات أعجمية معربة، ولا يجوز أن يحكم بزيادة حرف في كلمة غير عربية، إذ لا وجه للحكم بزيادة حرف في كلمة غير عربية، إذ لا وجه للحكم بالزيادة. فالألف والو فيها أصليتان، كالدال في درهم والراء في قرطاس. هذا هو الحق عند التحقيق.

- (13 و14) فياعل وفياعيل: كصَيارف ودياجير.

ويجمع على "فياعل" ما كان على أربعة أحرف، ثانيه ياء زائدة: "كصيرف وصيارف وهيزعة وهيازع".
ويجمع على "يفاعيل" ما كان منه مزيداً قبل آخره حرفُ مدٍّ: "كديجور ودياجير، وصيخود وصياخيد، وصيداح وصياديح".

- (15) فعائل: كصَحائف وسحائب وكرائم.

ويُجمعُ عليها شيئان:
  • "الأول": اسمٌ مؤنثٌ، على أربعة أحرف، قبل آخره حرف مد زائد، سواء أكان تأنيثه بالعلامة "كسحابة وسحائب، ورسالة ورسائل، وذؤابة وذوائب، وحمولة وحمائل وصحيفة وصحائف، وخليفة وخلائف، وحلوبة وحلائب، وركوبة وركائب، ونطيحة ونطائح، وذبيحة وذبائح أم كان مؤنثاً بلا علامة: "كشَمال (بفتح الشين) وشمالٍ بكسرها) وشمائل، وعُقاب وعقائب، وعجوز وعجائز، وسعيد (علم امرأة) وسعائد". تقلب حرف المد في كل ذلك همزة.
وأما نحو: "عروب ونوار وجبان وفروقة"، فلا يجمع على "فعائل" لأن هذه الصفات لم تخرج عن معنى الوصفية إلى معنى الاسميّة. فإن سميت بها جمعتها عليها.
وشذ من المؤنث جمع ضَرة وحرة على "ضرائر وحرائر، لأنه لم يزد قبل آخرها حرفُ مد. وشذ من المذكر جمع "صحيح ووصيد على صحائح ووصائد.

  • (الثاني) صفة على وزن "فعيلة" بمعنى (فاعلة): ككرمية وكرائم، وظريفة وظرائف، ولطيفة ولطائف، وبديعة وبدائع.
(وأما "فعيلة" بمعنى مفعولة، باقية على الوصفية، فلا تكون. لانه يجب ترك التأنيث اللفظي فيها، فيقال: "امرأة قتيل وجريح" فإِن أنَّثْتَ عند اللبس، لعدم ذكر الموصوف: كرأيت قتيلة وجريحة، فهي لا تجمع أيضاً على "فعائل"، لأن التاء عارضة.
وأما قولهم: "نطيحة وذبيحة" فهما اسمان لما ينطح ويذبح من الحيوان، مذكراً كان أو مؤنثاً. وليستا صفتين، لأنهما خرجتا عن الوصفيّة إلى الإسمية. لذلك جمعوها على "نطائح وذبائح").

- (16) فَعالى "بفتح الفاء واللام" كعذارى وغضابى.

- (17) فُعالى "بضم الفاء وكسر اللام" كتراق وموام.


- (18) فُعالى "بضم الفاء وفتح اللام": كسكارى وغضابى.

ويجمعُ على "الفَعالى" والفَعالي" أربعة أشياء:
  • (الأول): اسم على وزن (فعلى) بفتح فسكون: "كفتوى وفتاوى وفتاوٍ".
  • (الثاني): اسمٌ على وزن (فعلى) بكسر فسكون: كذفرى وذَفارى وذفار".
  •  (الثالث): ما كان على وزن: فعلاء (اسماً): كصحراء وصَحارى وصحار"، أو صفة لأنثى ليس لها مذكر: "كعذراء وعذارى وعذار".
  • (الرابع): ما كان على وزن "فُعلى"، بضم فسكون صفة لأنثى ليس لها مذكر: "كحبلى وحبالى وحَبالٍ". و "الفعالى"، في ذلك كله، هي الأصلُ. وقد فتحوا لامها تخفيفاً.

يُجمع على "الفَعال والفعالى" صفة على وزن "فَعلانَ" أو "فعلى": "كغضبان وغَضبى وغضابى، وسكران وسكرى وسَكارى وسُكارى، وعطشان وعَطشى وعَطاشى وعُطاشى، وكسلانَ وكسلى وكَسالى وكُسالى، وغَيرَان وغَيرَى وغَيارى وغُيارَى". والأفضلُ ضمُّ أولها في الجمع. وقد جمعوا، على غير قياس أسيراً على "أُسارى"، وقديماً على "قُدامى".

ويُجمع على "الفعالى"، وحدها، ثلاثةُ أشياء:
  • (الأول): اسم معتل اللام على وزن "فَعيلة" "كهديَّة وهدايا".
  • (الثاني): اسمٌ معتلُّ اللام على وزن "فَعالة" بفتح الفاء، أو فِعالة، بكسرها أو "فُعالة" بضمها:" كجداية وجدايا، وهِراوة وهَراوى. ونُقاية ونَقاية".
  • (الثالث): اسم معتل العين واللام، على وزن "فاعلة": "كزاوية وزوايا.

وقد جمعوا على قياس، يتيما وأيماً وطاهراً على "يتامى وأيامى وطَهارَى".
(وزوايا في الحقيقة، وزنه "فواعل": "ككاتبة وكواتب والأصل: "زوابي" فاستثقلوه فقلبوه إلى "زوايا" بضرب من الإبدال، كما ستعلم في بابه، مشابهاً لفعالى، من حيث زنتها اللفظية. وقد أهمل النحاة ذكر هذه الأنواع الثلاثة، المتقدمة في باب منتهى الجموع، اعتماداً على ما ذكروه في باب الإبدال).

ويُجمع على "الفَعالِي"، وحدها، شيئان:
  • (الأول): اسم ثلاثي: مختوم بتاء التأنيث، مزيد في آخره حرفُ علة: "كالمؤماة والموامي، والسعلاة والسَّعالي "والهبرية والهباري، والتَّرُقوَة والتراقي.
  •  (الثاني): ما كان ثلاثياً مزيداً فيه حرفان، أحدهما في حشوه، والآخر حرف علة في آخره: "كحبنطي". ومثلُ هذا يجبُ أن يُحذف أحد زائديه. فإن حذفت أولهما، جمعته على "الفعالي" "كالحباطي". وإن حذفت حرف العلة، جمعته "فعالل": "كحبانط".
وقد جمعوا الأهل والأرض والليلة على (الأهالي والأراضي والليالي) شذوذاً. وهي ليست من هذا الباب.
وما كان على وزن (الفَعالي) إذا تجرد من (أل) والإضافة، حذفتَ يَاءَه، ونونته تنوين العِوض كحبالٍ وسعالٍ وتراقٍ.

- (19) فَعاليٌّ "بتشديد الياء": ككراسيٌّ وقماري.

ويجمع عليه شيئان:
  • (الأول): اسم على ثلاثة أحرف مزيد في آخره ياء مشددة لا يرادُ بها النسبُ: ككرسي وكراسي، وأمنية وأماني، وقُمريّ وقماري، وزربيَّ وزرابيٍّ وانسيٍّ وأناسي.
  • (الثاني): اسم مزيد في آخره ألف الإلحاق الممدودة. "كعلباء وعلابيَّ وحرباء وحرابيَّ".
وقد جمعوا إنساناً وظرباناً على "اناسيَّ وظرابيَّ" شذوذاً.
وما كان على وزن (فعالي) يجوز تخفيفه، فيجيء على (فعال). وتشديد يائه أكثر في الاستعمال.