ثورة 14 تموز 1958.. اعتناق الضباط فكرة تحقيق الإصلاح السياسي والاجتماعي بعمل عسكري والتشبع بالروح القومية ورغبتهم في تحقيق الوحدة العربية



ثورة 14 تموز 1958:

ينتمي أكثر ضباط الجيش العراقي لاسيما الصغار منهم إلى الطبقة المتوسطة والطبقة تحت المتوسطة من الشعب العراقي. وينتمي الجنود على الأغلب إلى طبقة العمال والفلاحين.
وعندما قامت ثورة 23 تموز 1952في مصر تشجع الضباط العراقيون وصمموا على إقامة تنظيم للضباط الأحرار العراقيين مشابهة لتنظيم الضباط الأحرار المصريين وشرع بعضهم فعلاً بالاتصال بالبعض الأخر لهذا الغرض.

حوافز الضباط الأحرار العراقيين:

يمكن تلخيص حوافز التنظيم ودوافعه بالنقاط الآتية:
1- طموح بعض الضباط للوصول إلى السلطة كما فعل الضباط المصريون.
2- اعتناق هؤلاء الضباط فكرة تحقيق الإصلاح السياسي والاجتماعي بعمل عسكري.
3- تشبع أكثر الضباط بالروح القومية ورغبتهم في تحقيق الوحدة العربية، وقد غضبوا من موقف الحكومة العراقية من العدوان الثلاثي على مصر.
4- سخط الضباط من موقف الحكومة العراقية من حرب فلسطين 1948.
5- حلف بغداد الذي كبل استقلال العراق بالقيود.

العدوان الثلاثي على مصر:

وقد فاتح الضابط رجب عبد المجيد بعد الثورة المصرية 23 تموز 1952 زميله رفعت الحاج سري بموضوع تنظيم للضباط الأحرار يعمل بصورة سرية ثم أتصل هؤلاء بآخرين واستمروا حتى أواخر عام 1956.
وبعد العدوان الثلاثي على مصر اشتد غضب بعض الضباط الأحرار من الحكم العراقي، فعقد في كانون الأول 1956 ثمانية من الضباط أجتماعاً في دار الرائد الطيار المتقاعد محمد سبع لتأليف أول هيئة عليا تشرف على تنظيم الضباط الأحرار، وفي الاجتماع نفسه اقترح ضم رفعت الحاج سري إلى اللجنة العليا ولكنه أعتذر ثم أنضم طاهر يحيى وعبد الرحمن عارف وأخيراً اتفقوا على ضم عبد الكريم قاسم في نيسان1957 والأخير جاء بـعبد السلام عارف ثم أنضم عبد الوهاب الشواف وبذلك أصبح عدد أعضاء اللجنة العليا للضباط الأحرار (14) ضابطاً عدا رفعت الحاج سري.

أما عن كيفية التنظيم:

فقد تعاهدت اللجنة العليا للضباط الأحرار في اجتماعها الأول العمل ضد الحكم العراقي القائم وأقسموا يمين الإخلاص للتنظيم والوطن. وكتبوا صيغة القسم على ورقة صغيرة، وبعد أداء اليمين أتفقوا على تمزيقها على أن لا يستعملوا الكتابة في أعمالهم بل ان يعتمدوا على الكلام الشفهي.

كما اتفقوا على نظام الخلايا في تنظيم الضباط الآخرين الذين يرتبطون بهم ، وكل خلية مؤلفة من ثلاثة أو أربعة أو خمسة ضباط يتصلون بالخلايا الأخرى.
وقامت اللجنة العليا بتكوين لجان لمعالجة بعض القضايا مثل لجنة الخطط والدعاية والتنظيم ولجنة جمع المعلومات واللجنة المالية.
واختير محيي الدين عبد الحميد رئيساً بصفته أقدم الضباط وأعلاهم رتبة عسكرية وقد تم اختياره مجرد رئيس لإدارة الاجتماعات وليس زعيم للحركة أو الثورة وأنتخب رجب عبد المجيد سكرتيراً لها.
وبلغ عدد الضباط الأحرار حوالي (203) ضابط.