كما أن للتأمين فوائد وإيجابيات ينظر إليها الكثيرين، فإن له سلبيات لا ينظر إليها الكثير أيضاً وذلك للدور الكبير الذي تحرصه شركات التأمين في إطفاء الإيجابيات وإخفاء السلبيات سعياً منها إلى كسب الأفراد والتضليل عليهم لاضطرارهم في تأمين ذواتهم وممتلكاتهم، كما أن الأرباح الخيالية التي تحققها شركات التأمين تلعب دوراً كبيراً في ذلك.
وفي هذه المقطوعة سنعرض إيجابيات وفوائد التأمين (الاقتصادية والاجتماعية) والتي تتلخص في الآتي:
1- تكوين رؤوس الأموال:
ويتم ذلك من خلال تعبئة المدخرات الإجبارية الضخمة التي تتشكل مجتمعة لتكون مدخرات ضخمة تديرها شركات التأمين، ويتم ذلك من خلال تجميع الأقساط الصغيرة بالشكل الذي يحقق قانون الأعداد الكبيرة.
2- المحافظة على عناصر الإنتاج:
ويتم ذلك من خلال إطالة عمر الممتلكات وزيادة عمرها الإنتاجي بالشكل الذي يؤدي إلى استمرار العملية الإنتاجية, ذلك أن تحقق الخطر على الممتلكات قد يؤدي إلى إتلاف الممتلكات، وبالتالي ينعكس ذلك على مالك الممتلكات بالخسارة وكذلك على اليد العاملة بالبطالة وعلى المجتمع بانقطاع الإشباع المادي والمعنوي، وعلى الاقتصاد بالتضخم وانخفاض الدخول.
3- التحكم في التوازن الاقتصادي:
ذلك في حالة ما يكون العرض لا يلبي الطلب المتزايد نتيجة وجود السيولة (النقود) في أيدي الأفراد (المستهلكين) ما يحدث اضطراباً اقتصادياً يتمثل في ارتفاع الأسعار، حيث يلعب التأمين دوراً هاماً في التخلص من تلك المعضلة الاقتصادية عن طريق التوسع في التأمينات الإجبارية من جهة واستثمار الأموال إنتاجياًُ من جهة أخرى حتى يصل الاقتصاد إلى حالة التوازن.
وعلى العكس تماماً في حالة الكساد حيث يتم فيه زيادة مخصصات المرضى والعاطلين عن العمل ما يعني زيادة الدخول الفردية وبالتالي القدرة الشرائية.
4- اتقاء الأخطار:
وذلك أن شركات التأمين ترغب في تعظيم أرباحها وبالتالي تحرص على عدم حدوث الأخطار, و بذلك تقوم بفرض شروطاً على المؤمن له للوقاية من حدوث الأخطار، كما أنها تمول وتدعم الدراسات التي تكتشف المزيد من طرق السلامة، وكذا الإجراءات الوقائية التي تقلص حدوث الأخطار التي تتخذها الدولة وغيرها.
كما أن شركات التأمين تلعب دوراً كبيراً في نشر التوعية التأمينية لدى الأفراد والمؤسسات وتعاونهم في تبني وسائلها, وذلك ينعكس إيجابياً على استمرار العمل وعدم توقف الإنتاج وحدوث الخسائر.
5- زيادة الائتمان:
ويتم ذلك عند حاجة الفرد قرضاً من آخر فإنه لابد أن يقدم له عادةً ضماناً قد يكون أموالاً وقد يكون عقاراً أو منقولات, ومن المصلحة هنا بقاء الضمان لأن ضياعه ضياع للضمان, ولذلك يحرص الأفراد على تأمين الضمانات للحصول على العوض التأميني في حال تلفها.
6- نشر الأمان وزوال الخوف:
وذلك أن انتشار الأمن والطمأنينة والراحة والهدوء للجميع يجعلهم مطمئنون إلى أعمالهم وأنفسهم, ما يعني استمرار الحركة الاقتصادية وعدم تعطلها, كما أن التأمين يجعل الأفراد مطمئنون إلى نتائج أعمالهم ونجاحها، فالتاجر مثلاً مطمئن إلى سلامة بضاعته، والعامل لا يخشى انقطاع دخله, والصانع واثق من سلامة أمواله.
7- عادةً تقوم الدولة بالاقتراض من شركات التأمين لتحقيق مشاريع عامة ما كان يمكن القيام بها بدون هذه القروض.
8- يلعب التأمين دوراً كبيراً في تنمية التجارة الدولية وتطورها ما يعزز النمو الاقتصادي والاجتماعي, كما أن التجارة الدولية - والداخلية كذلك - تقوم على التعامل بالديون, والديون بشكل عام معرضة للمخاطر (مطل المدين، إفلاسه، موته) فإن التأمين يعمل على التخفيف من تلك المخاطر إن لم يكن يمنع حدوثها بضمان تلك الديون والعمل على استقرار التعامل بها.
9- يعمل التأمين على الاستقرار الاجتماعي بتعويض اليد العاملة وتوفير التأمينات الاجتماعية.
ونظراً لأن التأثيرات الإيجابية للتأمين لا يمكن الانتهاء منها كونها بالشكل المتعدد إلا أننا حاولنا الإشارة إلى أهم المحاور والجوانب العامة، والتي من خلالها يتم فهم الجزيئات المتعلقة بها والداخلة فيها.
كما أن إجماع الكثير من المؤلفين على تلك التأثيرات فرض علينا عدم الاقتصار على مؤلف وحيد في سرد تلك الإيجابيات و تفضيل توضيحها بشكل مبسط, حاولنا صياغتها حسب فهمنا واستنتاجاتنا.
وأما عن التأثيرات السلبية للتأمين فقد ارتأينا تأجيلها إلى موضوع لاحق, وذلك لأنها تمثل مكامن الخلل وسلبيات التأمين التجاري، بعكس التأثيرات الإيجابية والتي يشترك فيها التأمين التجاري ونظيره الإسلامي.
كما أن تلك التأثيرات السلبية هي المسبب الرئيسي في ظهور التأمين الإسلامي كبديل إسلامي مباح - إن لم يكن مستحب وواجب - شرعاً يتغلب عليها ويصوغ بدائلها، وبذلك سندخر الحديث عن ذلك إلى مواضيع لاحقة تلافياً للتكرار وهروباً من التشعب واستباق الأحداث.
التسميات
آثار التأمين
