تاريخ دخول الإسلام إلى تشاد.. وصول عقبة بن نافع إلى كوَّار في تبستي شمال منطقة حوض تشاد



تاريخ دخول الإسلام إلى تشاد:

كانت منطقة تشاد قبل وصول الإسلام إليها تسودها الحياة الدينية الوثنية التي كانت تعرف بالإحيائية، وبينما كان سكان هذه المنطقة يؤمنون بمثل هذه الأباطيل والخرافات التي لا تمت لأي دين سماوي بصلة، وهم يعيشون في ظلام حالك وجهل عظيم بعيداً عن الصراط المستقيم؛ إذ طلع عليهم فجر الإسلام، فوصلت الجيوش الإسلامية إلى المنطقة في القرن الأول الهجري (السابع الميلادي) حاملة معها العقيدة الإسلامية والنور المبين الذي بدأ انتشاره في المناطق المجاورة لدولة تشاد، فضلاً عن انتشاره داخل البلاد.

عقبة بن نافع والفتح الإسلامي:

لقد حدد الشاطر البصيلي تاريخ وصول المسلمين إلى منطقة تشاد بقوله: (جاء عقبة بن نافع بقوة من الجيش العربي، ودخل في عام 666 ميلادية وسط الصحراء متجهاً نحو الجنوب، ووصل إلى كوَّار في تبستي الواقع شمال منطقة حوض تشاد، وعاد من هناك؛ لأنَّّه لم يجد خبيراً يرشده الطريق إلى الجنوب)، ومعنى هذا أنَّ عقبة بن نافع وصل بجيشه إلى المنطقة في القرن الأول الهجري.
إنَّ الإسلام بدأ وصوله إلى منطقة تشاد منذ الفتح الإسلامي عندما وصل القائد الإسلامي عقبة بن نافع مع جيشه إلى مدينة (كوَّار).

إسلام ملوك مملكة كانم:

ثمَّ أخذ الإسلام في الانتشار شيئاً فشيئاً في كافة الأراضي التشادية، حتى دخل ملوك (مملكة كانم) الوثنيون في الإسلام في القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي)، وصار الإسلام دين الدولة الكانمية الرسمي، فأخذ الحكام ينشرونه في أرجاء البلاد بدعوة النَّاس إليه والقيام بتطبيق الشريعة الإسلامية؛ فانتشرت الثقافة الإسلامية واللغة العربية، وازدهرت الحضارة الإسلامية في هذا القرن بشكل واضح؛ ذلك بفضل الله، ثمَّ بفضل الجهود المبذولة من قبل هؤلاء الملوك بعد اعتناقهم الإسلام.

الهوية الإسلامية:

وتتمثل تلك الجهود في محاولتهم الجادة لتطبيق الشريعة الإسلامية، وإعطائهم مكانة خاصة للعلم والعلماء؛ فكانوا يحضرون بأنفسهم مجالس العلم.
وهكذا دخل الإسلام إلى منطقة تشاد، وانتشر فيها، وظل يقاوم كل دين جديد في المنطقة على مرِّ العصور، واستطاع بفضل الله ـ تعالى ـ الحفاظ على الهوية الإسلامية للشعب التشادي المسلم.