التخطيط الحضري وأدوات التهيئة في بلد نامي (الهند) تقنين النمو أو تحديد التنمية الحضرية للمدن الهندية.. مقارنة حول التطور التاريخي للتخطيط الحضري بالهند وأوروبا



التخطيط الحضري وأدوات التهيئة في بلد نامي (الهند) تقنين النمو أو تحديد التنمية الحضرية للمدن الهندية:
قدمت هذه الدراسة من قبل إزابيل ميلبار (Isabelle Milbert) في إطار اطروحة دكتوراه دولة حول السكن والتعمير والتخطيط الحضري بمدينة بومباي بالهند.

هذا إضافة إلى كونها مختصة في علم الإجتماع والحقوق، حيث تعمل كأستاذة وباحثة بالمعهد الجامعي للدراسات حول التنمية في جونيف. كما اشتغلت بالبحث والدراسة، حول المدن الجديدة بفرنسا والتهيئة الحضرية بالهند على وجه التحديد.

حيث تنطلق الدراسة من خلال مقارنة حول التطور التاريخي للتخطيط الحضري بالهند وأوروبا، لتؤكد منذ البداية على ان هذا التطور متماثل إلى حد كبير، وعرف نفس الخصائص تقريبا منذ بداية القرن العشرين.

وقسمت الباحثة هذا التطور على ثلاث مراحل أساسية هي:

1- المرحلة الاولى: لما قبل 1915: وهي مرحلة الإدراة البلدية من خلال عمليات تقنين لمشكلات ظرفية، عبر ميدان النظافة وتثبيت البنايات والوحدات الصناعية.

2- المرحلة الثانية: بوصول باتريك قيدس (P.Geddes) إلى الهند وتقديمه لتصورات مستقبلية حول نمو المدن، سرعان ما ترجمت آراءه إلى قوانين وتشريعات (Bombay Town Planing Act) سنة 1915 ثم Madras Town Planing Act) سنة 1920.

3- المرحلة الثالثة: بعد الإستقلال مباشرة وفي سنوات الخمسينات والستينات، عملت الولايات بمساعدة من الحكومة المركزية على سن قوانين وتشريعات ووكالات تخطيط، أثمرت إلى إعداد مخططات تعمير، مستلهمة في ذلك بالقوانين البريطانية في هذا المجال لسنة 1947.

وهكذا تطور التخطيط الحضري المحلي، اعتمادا على هذه المخططات بكل ايجابياته وسلبياته، ليصل عددها إلى نحو 800 مخطط تعمير سنة 1992 في أغلب المدن التي يزيد عدد سكانها عن 50000 نسمة، معتمدين في ذلك على التقنيين والخبراء المحليين، وأحيانا مكملة يتكوين خارجي غربي بالأساس.

ولقد حاولت هذه المخططات تحقيق تنمية حضرية محلية للمدن الهندية من خلال الغستغلال الجيد والعقلاني للمجال الحضري وبرمجة مستقبلية لاحتياجات السكان في مجال المرافق والهياكل على مدى عشرين أو ثلاثين سنة.

وأعدت هذه المخططات، خاصة بالنسبة للمدن ذات النمو السريع جدا، حيث تمثل فيها الأكواخ القصديرية ما بين الثلث إلى النصف من عدد السكان، إلى جانب ظاهرة الفقر وتردي المستوى المعيشي، حيث يعيش 28% من سكان المدن الهندية تحت خط الفقر، الأمر الذي يطرح عدة اشكالات تواجهها هذه المخططات التنموية.