شرح وتحليل قصيدة (غنيت مكة) لسعيد عقل.. التجديد من حيث الحدة والطرافة في التشبيهات والاستعارات



القصيدة:
غنيت مكة أهلها الصيدا -- والعيد يملأ أضلعي عيدا
فرحوا، فلألأ تحت كل سما -- بيت على بيت الهدى زيدا
وعلى اسم رب العالمين علا -- بنيانهم كالشهب ممدودا
يا قارئ القرآن صل لهم -- أهلي هناك وطيّب البيدا
من راكع ويداه آنستا -- أن ليس يبقى الباب موصودا
أنا أينما صلى الانام رأت -- عيني السماء تفتحت جودا
لو رملة هتفت بمبدعها -- شجوا لكنت لشجوها عودا
ضج الحجيج هناك فاشتبكي -- بفمي هنا يا ورق تغريدا
وأعز ربي الناس كلهم -- بيضا فلا فرقت أو سودا
لا قفرة إلا وتخصبها -- إلا ويعطى العطر لا عودا
الأرض ربي وردة وعدت -- بك أنت تقطف فارو موعودا
وجمال وجهك لا يزال رجا -- يرجى، وكل سواه مردودا

- يغمر سعيد عقل جو يغاير ما غمر شوقي رغم أن الموضوعين متشابهين حتى في دعائه فهو اشمل من دعاء شوقي حيث انه لا يقتصر على فئة دون أخرى من البشر، أيد أو ناقض هذا القول مستندا إلى المعاني التي طرقها ثم بين أي الشاعرين تجده اكثر تجديدا؟

نعم سعيد عقل يدعو لجميع الناس فهو يرى أن صلاة الناس أيا كانت وفي أي لغة سبب العطاء من السماء ويعود الى الحجاج الذين يلبون ويهللون على جبل عرفات حيث يشاركهم طالبا الحمائم أن تغرد على لسانه لتنشد أروع الألحان ويدعو بالخير والعزة للجميع فلا فرق في لون البشر ولا في أجناس البشر ويدعو أن يخصب الله كل ارض مقفرة وان يزود كل سيقان النباتات بالعطور والأريج ويرجو الله أن يبقي هذه الوردة (الأرض) قبل قطفها.

فالشاعر سعيد عقل لبناني مسيحي وهنا يدعو أن يسود السلام جميع الطوائف وخصوصا في بلده لبنان الذي عانى من الحروب الأهلية ويقول:
1- أنا أينما صلى الأنام رأت عيني السماء تفتحت جودا.
2- وأعز رب الناس كلهم بيضا فلا فرقت أو سودا.

وسعيد عقل اكثر تجديدا من احمد شوقي حيث الحدة والطرافة في التشبيهات والاستعارات مثل "العيد في الأضلاع" "الرملة تهتف بمبدعها" "الأرض وردة".

فهذه الصور البيانية جديدة وموحية كذلك الاختزال في اللغة غنيت مكة بدلا من غنيت لمكة, كل سواه بدلا من كل شئ سواه، لا قفرة إلا وتخصبها إلا ويعطى العطر لا عودا، أسلوب جديد عكس فيه الجملة وقصد أن يقول لا قفرة إلا وتخصبها، لا عودا إلا ويعطى عطرا، كذلك هناك وحدة موضوعية في القصيدة.