تصريح 28 فبراير 1922: خطوة نحو الاستقلال المصري المنقوص



تصريح 28 فبراير 1922:

في 28 فبراير 1922، أصدرت الحكومة البريطانية تصريحًا يُعرف باسم "تصريح 28 فبراير". بينما يُعتبر هذا التصريح بمثابة اعتراف بريطاني باستقلال مصر، إلا أنه لم يُمنح مصر استقلالًا تامًا، بل فرض عليها بعض القيود،  مما جعل البعض ينظر إليه على أنه "استقلال منقوص".

شروط تصريح 28 فبراير:

  • إنهاء الحماية البريطانية على مصر: نصّ التصريح على إنهاء الحماية البريطانية التي فرضت على مصر عام 1882، ممّا يعني اعتراف بريطانيا بحق مصر في حكم نفسها بنفسها.
  • الحفاظ على مصالح بريطانيا: تضمن التصريح العديد من الشروط التي حافظت على مصالح بريطانيا في مصر، شملت:
  • تأمين المواصلات البريطانية: بما في ذلك قناة السويس، ممّا ضمن لبريطانيا حرية مرور سفنها عبر القناة دون قيود.
  • الدفاع عن مصر ضد أيّ اعتداء أو تدخل خارجي: وهذا يعني أن بريطانيا احتفظت بحقها في التدخل عسكريًا في مصر لحماية مصالحها الخاصة.
  • حماية المصالح الأجنبية والأقليات: كان لبريطانيا الحق في حماية مصالح الدول الأجنبية والأقليات في مصر، ممّا حدّ من سيادة مصر على أراضيها.
  • الحكم الثنائي المشترك على السودان: استمر الحكم الثنائي المشترك بين بريطانيا ومصر على السودان، ممّا يعني أن مصر لم تتمكن من السيطرة الكاملة على أراضيها الجنوبية.

آثار تصريح 28 فبراير:

  • مشاعر مختلطة: قوبل تصريح 28 فبراير بمشاعر مختلطة في مصر. فبينما اعتبره البعض خطوة نحو الاستقلال، رأى آخرون أنه لم يُحقق كامل تطلعات المصريين في الحرية والاستقلال التام.
  • حكومة مصرية جديدة: تم تشكيل حكومة مصرية جديدة برئاسة سعد زغلول باشا بعد إصدار التصريح.
  • مفاوضات حول السودان: بدأت مفاوضات بين مصر وبريطانيا حول مستقبل السودان، لكنّها لم تصل إلى نتائج حاسمة.
  • استمرار التوترات: ظلّت التوترات قائمة بين مصر وبريطانيا بسبب القيود التي فرضها تصريح 28 فبراير، ممّا أدّى إلى احتجاجات ومظاهرات شعبية.
تصريح 28 فبراير، وإن لم يُحقق الاستقلال التام لمصر، إلا أنه يُمثل علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث. فقد مهدّ الطريق لِحصول مصر على المزيد من الحقوق والسيادة في السنوات اللاحقة.

ملاحظات إضافية:

  • يُطلق بعض المؤرخين على تصريح 28 فبراير اسم "إعلان الاستقلال المصري".
  • يُعدّ تصريح 28 فبراير من أهمّ الوثائق التاريخية في مصر الحديثة.