تعزيز الكفاءات الشابة في القطاع الفلاحي: مبادرة ورش تنمية التدرج المهني
تُشكل ورش تنمية التدرج المهني بقطاع الفلاحة مبادرة استراتيجية طموحة تهدف إلى النهوض بالقدرات البشرية في المناطق القروية، وتزويد سوق الشغل بكفاءات مؤهلة في مجالات فلاحية واعدة. هذه الورش ليست مجرد برامج تدريبية، بل هي رؤية متكاملة لتمكين الشباب، خاصة في المناطق القروية، من خلال تزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة للانخراط بفاعلية في القطاع الفلاحي العصري.
الأهداف الاستراتيجية لورش التدرج المهني الفلاحي:
الهدف الرئيسي لهذه المبادرة هو تكوين 60,000 شاب وشابة من أبناء القرى في مجموعة متنوعة من المهن الواعدة ضمن القطاع الفلاحي. يرمي هذا التكوين إلى تحقيق غاية أوسع تتمثل في تزويد سوق الشغل بما يقارب 51,000 خريج وخريجة بحلول عام 2012. هذا الرقم يعكس حجم الطموح والأهمية التي توليها المبادرة لردم الفجوة بين احتياجات السوق ومخرجات التعليم، مع التركيز على خلق فرص عمل مستدامة وتنمية القدرات الذاتية للشباب القروي.
الإنجازات الملموسة خلال السنة التكوينية 2009/2010:
شهدت السنة التكوينية 2009/2010 قفزة نوعية في تنفيذ هذه الورش، حيث تم تحقيق العديد من الإنجازات البارزة:
1. اتساع قاعدة المستفيدين:
بلغ عدد المستفيدين من التكوين بالتدرج المهني خلال هذه السنة 9,177 شابًا وشابة. من اللافت للنظر أن 1,537 منهم كن فتيات، مما يؤكد على شمولية البرنامج وسعيه لتمكين المرأة القروية وتعزيز دورها في التنمية الفلاحية، مما يعكس التزامًا بتعزيز المساواة بين الجنسين في فرص التعليم والتدريب.2. توسيع البنية التحتية للتكوين:
تم الشروع في إحداث 7 مراكز جديدة للتكوين بالتدرج المهني، وذلك باستثمار إجمالي قدره 120 مليون درهم. هذا الاستثمار الضخم يدل على جدية التوجه نحو توسيع القدرة الاستيعابية للبرنامج وتغطية مناطق جغرافية أوسع، لضمان وصول فرص التكوين إلى أكبر عدد ممكن من الشباب. تفاصيل هذه المراكز كانت كالتالي:- مركز التدرج المهني بإزمورن، الحسيمة: هذا المركز كان سباقًا في التدشين، حيث حظي بتدشين ملكي من صاحب الجلالة يوم الإثنين 21 يونيو 2010. وقد بدأ المركز بالفعل في تقديم التكوين اعتبارًا من الموسم الدراسي 2010/2011، مما يعكس الأهمية التي يوليها أعلى مستوى في الدولة لهذه المبادرات.
- ثلاثة مراكز إضافية في طور الانطلاق (موسم 2010/2011): من المخطط أن تبدأ هذه المراكز عملها خلال نفس الموسم التكويني، وستكون متواجدة في كل من تاوريرت، خميس الزمامرة، وتانانت. هذه المواقع الاستراتيجية تضمن توزيعًا جغرافيًا مدروسًا للمراكز لتلبية احتياجات مختلف المناطق.
- ثلاثة مراكز أخرى للانطلاق في المستقبل القريب (موسم 2011/2012): لاستكمال التوسع، من المقرر أن تبدأ ثلاثة مراكز إضافية في العمل خلال الموسم التكويني اللاحق، أي في 2011/2012. هذه المراكز ستكون في قلعة مكونة، الفقيه بنصالح، وسيدي علال التازي.
3. دعم وتوسيع المراكز القائمة:
- مركز التدرج المهني بالعرائش.
- مركز التدرج المهني بخميس متوح (الجديدة).
- مركز التدرج المهني بجمعة اسحايم (آسفي).
- مركز التدرج المهني بأولاد بوكرين (قلعة السراغنة).
- مركز التدرج المهني بالعطاوية (قلعة السراغنة).
- مركز التدرج المهني بوادي أمليل (تازة).
تُشكل هذه الجهود المتواصلة في بناء وتوسيع البنية التحتية للتكوين المهني في القطاع الفلاحي دعامة أساسية لتحقيق أهداف المبادرة الطموحة، ولتعزيز دينامية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق القروية بالمملكة. إن الاستثمار في تكوين الشباب هو استثمار في مستقبل القطاع الفلاحي، الذي يُعد ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني.
