المعايير المعتمدة في تسمية النوع أو الظاهرة الأدبيين.. فرض الجماليات الجديدة نفوذها الأدبي مباشرة من خلال البيانات الأدبية التي تطرح جديدها أو تعلن قطيعتها مع القديم



إن ما يقتضيه البحث العلمي في دراسة أي نوع أدبي أو ظاهرة أدبية هو التعرف على مجموعة المعايير التي تجعل النوع جديرا بهذه التسمية في عناصره وتقنياته ومنها:
- أن تكون هناك مجموعة متنامية من الأعمال  الأدبية التي تتميز بطرح سمات وخصائص جديدة بصورة مطردة.
- أن تتسم هذه السمات الجديدة بقدر من الإتساق والتكامل الذي يمكن الافتراض معه أنها تنحو إلى بلورة جماليات جديدة.
- أن تبدأ هذه الجماليات الجديدة في فرض نفوذها الأدبي مباشرة من خلال البيانات الأدبية التي تطرح جديدها أو تعلن قطيعتها مع القديم أو بطريقة غير مباشرة من خلال إثارة ردود فعل متنامية ومطردة  إيجابية كانت أو سلبية.
- أن تميز هذه السمات أو الجماليات الجديدة مجموعة متنامية من الأعمال الأدبية عن غيرها من أعمال السلف أو حتى كتاب آخرين معاصرين لكتابها يكتبون النوع الأدبي نفسه الذي تنتمي إليه هذه الأعمال الجديدة ولكن بطريقة مغايرة.
- أن ينطوي التغيير الذي جاءت له الأعمال على تغير قواعد الإحالة الأدبية بالصورة التي يتعذر معها هذه  الأعمال وتأويلها, وبالتالي يلجأ القارئ والتيار السائد في الحركة الأدبية معه إلى تهميش حصادها الثقافي الجدير عادة بالاهتمام لعدم توفر المفاتيح الضرورية لفك شفراته النصية, وهنا يتحتم على النقد النهوض بدوره إزاء ما يبدو انه مجال نوعي مغاير من الأعمال الأدبية الجديرة بالاهتمام, والتالي تعاني في الوقت نفسه، من الغربة عن القارئ وهذا يتطلب من النقد خلق جسر بينها وبين القارئ والإجهاز على غربتها.