معاهدة عبد العزيز آل سعود والسير برسي كوكس.. التخلص من الخطر العثماني وضمان وقوف الحكومة البريطانية مع الدولة السعودية الجديدة

في أوائل ديسمبر 1915 توجه عبد العزيز آل سعود إلى "دارين" بالقرب من القطيف حيث التقى بالسير "برسي كوكس" ـ الذي عين في هذه الفترة مقيما سياسيا لبريطانيا في بوشهر ـ ووقع معه اتفاقية في 26 ديسمبر 1915، وصدق عليها في 18 يوليو 1916، وهي على غرار المعاهدات التي ابرمتها بريطانيا في ذلك الوقت مع امارات مشايخ الخليج العربي.
واعترفت بريطانيا في هذه المعاهدة بأن نجد والإحساء والقطيف وجبيل، ولما لهذه المناطق من موانئ على ساحل الخليج العربي من ممتلكات ابن سعود وورثته، وكذلك اعترفت بابن سعود حاكما مستقلا لقبائل هذه المنطقة، وتعهدت بالوقوف معه ضد أي تدخل أو  اعتداء خارجي، وكذلك تعهد الانجليز بأن  تكون هذه المناطق موضع بحث عند تقسيم الامبراطورية العثمانية وبأن يدفعوا له معونة شهرية قدرها خمسة آلاف جنيه استرليني، وان يقدموا له الأسلحة، وان يهبوا لمساعدته إذا تعرض لأي  خطر، وفي مقابل ذلك تعهد ابن سعود بألا يتخلى أو يرهن أو  يبيع أي امتياز لأي  دولة اجنبية الا بموافقة الحكومة البريطانية، وكذلك تعهد ابن سعود تعهدا قاطعا بألا يهاجم حلفاءها أو يساعد اعداءها، ولكنه لم يلزم نفسه بالاشتراك فعليا في العمليات العسكرية، وقد ساعدت هذه الاتفاقية ابن سعود على التخلص من الخطر العثماني، كما ضمن وقوف الحكومة البريطانية بجانبه.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال