قال صالح بن حسان يوماً لأصحابه: هل تعرفون بيتاً من الغزل فى امرأة خفرة؟ قلنا: نعم، بيت لحاتم فى زوجته ماوية:
يضئ لها البيت الظليل خصاصه إذا هى يوماً حاولت أن تبسما
قال ما صنعتم شيئاً، قلنا: فبيت الأعشى:
كأن مشيتها مـن بيــت جارتها مـر السحابـة لا ريث ولا عجل
قال: جعلها تدخل وتخرج، قلنا: يا أبا محمد فأى بيت هو؟ قال: قول أبى قيس بن الأسلت:
ويكرمهـا جاراتهـا فيـزرنهــا وتعتـل عـن إتيـانهــن فتعــذر
قلت: وأحسن من هذا كله ما قاله إبراهيم بن محمد الملقب بنفطويه رحمه الله:
وخبــرها الواشون أن خيالهـا إذا نمـت يغشى مضجعى ووسادى
فخفرها فـرط الحياء فأرسلت تعيرنـى غضبـى بطـول رقــــادى
ومما يستحسن فى المرأة: رقة أديمها ونعومة ملمسه، كما قال قيس بن ذريح:
تعلق روحى روحها قبل خلقنا ومن بعد ما كنا نطافا وفى المهد
فــزاد كمــا زدنـا فأصبـح ناميـاً فليس وإن متنا بمنفصم العهـد
ولكنــه بــاق علـى كـل حـادث ومؤنسنا فـى ظلمة القبـر واللحـد
يكاد مسيل الماء يخدش جلدها إذا اغتسلت بالماء من رقة الجلد
قلت: ومن المبالغة فى معنى البيت الأخير قول أبى نواس:
توهمــه قلبــى فأصبــح خــده وفيـه مكـان الوهم من نظرى أثر
ومــر بقلبــى خـاطــر فجرحته ولـم أر جسماً قـط يجرحه الفكر
وصافحــه كفــى فـآلم كفــه فمـن غمـز كفـى فى أنامله عقر
التسميات
زوجية