جزر الزبير: أرخبيل بركاني في البحر الأحمر
تُعدّ مجموعة جزر الزبير أرخبيلاً بركانيًا فريدًا من نوعه، يقع في منتصف البحر الأحمر. على الرغم من أن اسمها قد لا يكون مألوفًا للكثيرين، إلا أنها تتميز بموقعها الجغرافي الفريد وتكوينها الطبيعي المثير للاهتمام. يُطلق عليها السكان المحليون في اليمن اسم "الجزر السوابع"، في إشارة إلى عددها الإجمالي، أو ربما لوقوعها على مسافة "سابعة" من السواحل.
الموقع الجغرافي والأهمية الاستراتيجية:
تقع جزر الزبير في نقطة استراتيجية بالغة الأهمية في البحر الأحمر، على بعد يتراوح بين 50 و60 كيلومترًا من السواحل اليمنية، بينما تبعد عن السواحل الإريترية حوالي 150 كيلومترًا. يمنحها هذا الموقع سيطرة على الممرات الملاحية في المنطقة.
- الأرخبيل البركاني: تتكون المجموعة من سلسلة من الجزر الصغيرة التي تشكلت نتيجة نشاط بركاني قديم، وتُعدّ جزءًا من نظام بركاني نشط تحت الماء. تتكون الجزر الرئيسية من قمم بركانية تبرز فوق سطح البحر، مما يمنحها تضاريس وعرة وفريدة.
- جبل الزبير: أكبر الجزر في المجموعة هي جبل الزبير، التي يبلغ طولها ما بين 5 و7 كيلومترات. تتميز هذه الجزيرة بكونها أكبر كتلة برية في الأرخبيل، وتحتوي على أعلى قمة بركانية في المجموعة.
التكوين الجيولوجي والنشاط البركاني:
يُعتبر أرخبيل الزبير جزءًا من منطقة البحر الأحمر الانفصالية، وهي منطقة نشطة جيولوجيًا حيث تنفصل الصفائح التكتونية عن بعضها البعض.
- ثوران بركاني تحت الماء: على مر التاريخ، شهد الأرخبيل العديد من الثورات البركانية، كان أبرزها الثوران الذي وقع في عام 2011، حيث أدى إلى ظهور جزيرة جديدة بشكل مؤقت قبل أن تختفي.
- التربة البركانية: على الرغم من أن الأرخبيل غير مأهول بالسكان بشكل دائم، فإن تربته البركانية الغنية تجعله موطناً لبعض أنواع النباتات الفريدة.
الأهمية البيئية والسياحية:
تُعدّ جزر الزبير موطناً للحياة البحرية الغنية التي تزدهر في المياه الدافئة للمحيط الهندي.
- الشعاب المرجانية: تحيط بالجزر شعاب مرجانية خلابة، مما يجعلها وجهة محتملة للغوص ومراقبة الحياة البحرية.
- الحياة البرية: على الرغم من محدودية الحياة البرية على الجزر نفسها، فإنها تُعدّ محطة استراحة للطيور المهاجرة.
تظل جزر الزبير منطقة قليلة الاستكشاف، لكن تكوينها الجيولوجي الفريد وأهميتها البيئية تجعلها موضوعًا جديرًا بالدراسة والاهتمام.