أهمية الإدارة المالية ووظائفها.. الفعالية المتعلقة بتخطيط وتجهيز الأموال ورقابتها وإدارتها في المنشأة. التخطيط والرقابة وإدارة رأسمال التشغيل ومعالجة المشاكل المالية المنفردة



اختلف المتخصصون في الإدارة المالية في وضع تعريف موحد للإدارة المالية، وذلك حسب المدارس التي ينتمون إليها والتي تأثرت بدورها بالظروف التي عاشت خلالها الاداره المالية.

ويمكن تقسيم هذه المدارس إلى ثلاثة هي القديمة والمجددة والحديثة. 

فقد عرف (Dougal, Guthman) وهما من المدرسة القديمة الإدارة المالية بأنها "الفعالية المتعلقة بتخطيط وتجهيز الأموال ورقابتها وإدارتها في المنشأة حيث فصلا في التعريف بين الرقابة والإدارة وكأنهما عنصران مستقلان.

أما (Upton, Howard) وهما من المدرسة المجددة فقد عرفاها بأنها "الحقل الإداري أو مجموعة الوظائف الإدارية المتعلقة بإدارة مجرى النقد والرامية لتمكين المنشأة من تنفيذ أهدافها ومواجهة مايستحق عليها من التزامات في الوقت المحدد لها.

ويرى (Johnson) وهو من المدرسة الحديثة إن الاداره المالية تلعب دورا مهما في التخطيط المالي وإدارة الموجودات ومواجهة المشاكل الاستثنائية لضمان استمرار المنشأة وبالإضافة إلى تجهيز وسائل الدفع.

كما إن (Weston, Brigham) يصوران الإدارة المالية وكأنها تشتمل ثلاثة أجزاء أساسية من وظائف المدير المالي هي: التخطيط والرقابة وإدارة رأسمال التشغيل ، ومعالجة المشاكل المالية المنفردة.

ويرى الدكتور خليل الشماع الإدارة المالية هي "أحدى وظائف المنشأة التي تشمل تنظيم مجرى الاموال فيها وتخطيطه والرقابة عليه والتحفيز المالي لافراد المنشأة.

ويرى الباحث إن التعريف الاخير يمكن اعتباره أكثر تحديدا لمعنى الإدارة المالية بالمفهوم الحديث لها وذلك من خلال توضيحه للترابط الموجود بين وظائف الإدارة المالية (باعتبارها إحدى وظائف المنشأة) وبين الوظائف الإدارية.

يلاحظ مما جاء أعلاه انه قد حصل تغيرا كبيرا في مفهوم الوظيفة المالية عبر المدارس الثلاث السابقة.
فقد كان ينظر للإدارة المالية سابقا وكأنها وسيلة للحصول على التمويل فقط وقد ساعد في بروز ذلك المفهوم الكساد الذي ساد العالم في فترة الثلاثينات حيث اتجه الاهتمام نحو إدارة السيولة والتحفظ في التمويل، الأمر الذي زاد من أهمية تحليل الميزانية والكشوفات المالية الأخرى من اجل قياس الوضع المالي للمنشأة بشكل سليم.

ونتيجة للتوسع في استخدام الأساليب الرياضية الحديثة ودخولها في التحليل الإداري في إطار اتخاذ القرارات والدور الذي تساهم به النتائج المتحققة باستخدام هذه الأساليب، فقد زاد الاهتمام بكيفية اتخاذ القرارات التي تتعلق بالموجودات وتحديد الإشكال المختلفة منها، سواء المتداولة أو الثابتة.

ولما كانت الاموال التي يتم تمويل مختلف الموجودات بها متأتية من مصدرين أساسيين: ممتلك ومقترض، ولما كان من مهمات الإدارة المالية إقرار تنوع حجم كل من المصدرين فقد أصبحت الوظيفة المالية.

لاتشمل التمويل فقط بل تعدته لتشمل الاستثمار أو استخدام الاموال. ويمكن تحديد القرارات المالية التي تهتم بها الإدارة المالية بما يلي: إدارة رأسمال التشغيل، الاستثمار طويل الأمد، والتمويل طويل الأمد.

وهكذا تتضح مكانة إدارة رأسمال التشغيل في مجمل نشاط الإدارة المالية في المنشأة خاصة في المنشات التي تحتل الموجودات المتداولة بها النسبة العظمى من إجمالي الموجودات، أي تلك التي تكون الاموال المستثمرة فيها لاماد قصيرة كبيرة بالنسبة إلى مجموع الاستثمارات.