المدرس ومعرفته لقدرات تلامذته وإدراكهم العقلي.. القدرة على تعليمهم ما يحتاجون إليه ويتناسب معهم وتوجيههم غلى التخصص المناسب

فهو يقول لأبي هريرة- رضي الله عنه - حين سأله عن الشفاعة: "لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث" (رواه البخاري (99).) فهو صلى الله عليه وسلم يعلم أن تلميذه أبا هريرة - رضي الله عنه - من أحرص أصحابه على الحديث، ويظن أن يسبقهم بالسؤال.
ويقول صلى الله عليه وسلم :"أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أُبي، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح"( رواه الترمذي (3790) وابن ماجه (154) وأحمد (12493). ) . أفليس هذا مظهراً من مظاهر إدراكه صلى الله عليه وسلم لمدارك واستعداد أصحابه؟
أفلا يجدر بمن يتأسى بمنهجه، ويقتدي بهديه في التعليم أن يعنى بالتعرف على قدرات تلامذته، ومدى حرصهم واستعدادهم؟
إن معرفة المدرس لتلامذته تنعكس على تدريسه وعطائه، فالذي يعرف تلامذته معرفة دقيقة هو القادر أن يعلمهم ما يحتاجون إليه ويتناسب معهم، وهو القادر على توجيههم للتخصص المناسب، وعلى الإجابة الدقيقة عن تساؤلاتهم، وهو القادر أيضاً على العدالة والدقة في تقويمهم وإعطائهم الدرجات التي يستحقونها.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال