خصائص النثر في العصر العباسي.. ملاءمة الكلمات للجرس الصوتي ومراعاة الحال في الإطناب والإيجاز



خصائص النثر في العصر العباسي:

  • هجر الألفاظ البدوية والمبتذلة.
  • العناية بفصاحة الكلام وجزالته.
  • ملاءمة الكلمات للجرس الصوتي.
  • مراعاة الحال في الإطناب والإيجاز.
  • وضوح الأسلوب.
  • دقة المعنى.
  • ترتيب الأفكار.

مظاهر جديدة:

تميز العصر العباسي بمظاهر جديدة لم تكن معهودة من قبل في العصر الأموي، تلك هي ظهور ثقافات جديدة وافدة، انصبت على العرب من الأمم العريقة المجاورة.
والذي لا ريب فيه أن هذه الثقافات الوافدة – فارسية وهندية ويونانية- قد أغنت طاقة اللغة العربية بفيض من المعاني العقلية والفلسفية.
وبذلك أصبح النثر العربي نثر ثقافة متشعبة تمدها روافد كبيرة من الفرس والهند واليونان.

فروع النثر العربي في العصر العباسي:

وهكذا أصبح النثر العربي في العصر العباسي متعدد الفروع، فهناك:

- النثر العلمي:

الذي ساد في كتب الفقه والطب والفلك والتاريخ وتقويم البلدان.

- النثر الفلسفي:

الذي غلب على كتب الفلسفة والمنطق وعلم الكلام.

- النثر الفني الخالص أو النثر الأدبي:

الذي تجلى في كتب الأدب والنقد والرسائل والمقامات،....

تعدد الأنماط:

كما أصبح النثر العربي في العصر العباسي في صورته الفنية متعدد الأنماط.
وكانت بعض صوره امتداداً للقديم من مثل ما كان من خطب الخلفاء الأول من بني العباس وتوقيعاتهم، ومن ذلك أيضاً نثر ابن المقفع في طابعه العام.
وقد استحدثت العربية – حينئذ- أسلوباً متميزاً حيث استبعدت الألفاظ البدوية الغريبة من العصر والحضارة مع العناية في ذات الوقت بفصاحة اللفظ وجزالته واتخذت اللغة لنفسها أصولاً بيانية خاصة كما أفادت من بلاغة الأمم الأخرى.
وقد تفاعل النثر مع ثقافات العصر محتفظاً بمقوماته العربية الأصيلة، فلم يحدث الازدواج اللغوي الذي يعرض اللغة للضياع ، بل جدت فنون حديثة عن طريق المترجمين والمتكلمين والكتاب المجددين.
ومن الصواب القول إن العصر العباسي الأول كان بحق عصر النقل والترجمة، فقد خطت الترجمة خطوات واسعة – في العصر العباسي الثاني على يد حنين بن اسحق وتلامذته.

مميزات النثر في العصر العباسي:

ومن الجدير بالذكر أن الجاحظ وهو من كتاب العصر العباسي في كتاباته النثرية قد نبه إلى أمور منها:
  • الوضوح في القول وعدم التكلف والبعد عن الغريب والمبتذل.
  • تحدث عن جزالة الألفاظ وعذوبتها.
  • أشاد إلى اختيار الألفاظ والسجع وأثره في نفوس السامعين.
  • ترددت على لسانه فنون بديعية وبيانية كالكتابة، والاحتراس والحقيقة والمجاز والاستعارة... وهيأ ذلك لظهور علم البديع عند ابن المعتز.

بعض المؤلفات في النثر العباسي:

ظهرت في العصر العباسي عدة مؤلفات في النثر منها:
  • الكامل للمبرد.
  • أدب الكاتب لابن قتيبة.
  • كتاب نقد النثر لقدامة بن جعفر.
  • رسالة في موازين البلاغة وتسمى بالعذراء لإبراهيم بن المدبر.

عوامل ازدهار وتطور النثر العباسي:

تهيأت للنثر الفني في العصر العباسي أسباب كثيرة جعلته ينمو ويزدهر، فقد أخذ يمتد ليستوعب العلوم والفلسفة، كما يستوعب مادة عقلية عميقة حتى في المجال الأدبي.
ويمكن إجمال العوامل التي أثرت في تطور النثر في العصر العباسي فيما يلي:
  • ازدهار حركة الترجمة والتأثر بالآثار الأدبية الأجنبية والمناظرات والأفكار البلاغية لدى الفرس واليونان والهند.
  • انتشار الوعاظ والقصاص والنساك في المسجد والساحات والتفاف العامة حولهم.
  • ظهور المذاهب الفلسفية وأقوال الحكماء في الثقافات الأجنبية في الأدب العربي.
  • احتدام الجدل الديني وقيام المناظرات بين الفرق الإسلامية.
  • ظهور المؤلفات المتخصصة في مجال النثر العربي.
  • اهتمام الكتاب بالنثر العربي في هذا العصر.
  • ظهور حركة الترجمة حيث عملت على الامتزاج الثقافي.
  • المناخ المناسب لتطور النثر العربي.
  • قدرته على استيعاب الثقافات الوافدة إلى البيئة العربية.
  • تأثره بالنثر الأموي والإسلامي.
  • تأثره ببلاغة وأساليب القرآن الكريم الكريم والحديث النبوي الشريف.
  • المذاهب الكلامية وأثرها في تعمق النثر العباسي.
  • تعدد أنماط النثر العباسي.
  • قوة اللغة العربية ورقيها والاهتمام بها في هذا العصر.