نموذج لزوجة صالحة.. المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ولا تكثر التبسم في وجهها فتستخف بك

لما زوج سعيد بن المسيب ابنته من تلميذه أبي وداعة يقول: دخلت بها فإذا هي من أجمل النساء وأحفظهن لكتاب الله تعالى وأعلمهن بسنة رسول الله ص وأعرفهن بحق الـزوج.

قال: فمكثت شهرا لا يأتيني ولا آتيه ثم أتيته بعد شهر وهو في حلقته فسلمت عليه فرد علي ولم يكلمني حتى انفض من في المسجد فلم يبق غيري.

قال: ماحال ذلك الإنسان؟
قلت: خيرا يا أبا محمد على مايحب الصديق ويكره العدو.
قال: إن خفت عليك أن تزيرنـاها فافعل.
وقال: إن رابك شيء فالعصا.

فانصرفت إلى منزلي، فلما حضر والدها خرجت لأنظر في بعض ما ينظر فيه الرجل لأهله ورجعت إلى الدار وإذا بها شخص مارأيته قط فرجعت موليا فنادتني من ورائي ياعبد الله ادخل فقد أحل الله لك هذه النظرة.

فقلت: ومن أنت يرحمك الله؟
قالت: أنا أم الفتاة ياعبد الله كيف رأيت أهل بيتك؟

قلت: جزاكم الله من أهل بيت خيرا لقد ربيتم فأحسنتم وأدبتم فأحكمتم.
فقالت: ياعبد الله لايمنعك مكانها منا أن ترى بعض ماتكره فتحسن أدبها.

ياعبد الله لاتملكها من أمرها ماجاوز نفسها فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة، ولا تكثر التبسم في وجهها فتستخف بك.

ياعبد الله بارك الله لكما في المولود، وجعله مباركا خائفا لله ووقاه الله فتنة الشيطان وجعله شبيها بجده سعيد فوالله إني لزوجته منذ أربعين سنة مارأيته عصى الله تعالى معصية قط.

وابنة سعيد هذه هي التي تقدم قولها: ما كنا نكلم أزواجنا إلا كما تكلمون أمراءكم.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال