الطفلات ضحية الاغتصاب على هامش صراع قبائلي وحشي.. السيدة التي فقأوا عيني زوجها أمامها ثم أخرجوا أحشاءه وقطعوا أطرافه وأمروها أن تمضع أحشاءه ويغتصبوها

عرضت البي بي سي العربي مؤخراً برنامجاً وثائقياً كان سيضاف الى رصيد البرامج الوثائقية الفاشلة عربياً لأنها ببساطة ليست للعرب ولا للذائقة العربية. أما ذلك الوثائقي الذي بحث في سيرة حياة شابة بريطانية كونغولية الأصل فكان على 'فظاعته' استثناء من هذه القاعدة ومشوقاً، وأعتقد أنه قد جذب الجماهير العربية. 
للوهلة الاولى بدا 'الوثائقي' وكأنه على طريقة برنامج قد يصح وصفه بـ'العنصري' نوعاً ما، كانت تبثه احدى قنوات البي بي سي الأرضية في العام 2005 وتتناول فيه أطفالاً بريطانيين من كل حدبٍ وصوب أي أطفال المهاجرين على اختلاف جنسياتهم ولغاتهم. تأخذهم في رحلات الى أماكن تحدر ذويهم وتنزل بهم في مهاوي الفقر وانخفاض مستوى المعيشة واختلاف الثقافات التي قد لا تروق لهم ثم تعود بهم الى بريطانيا حيث العز والنعيم الذي لم يجدوه في بلاد آبائهم وأجدادهم. الطفل بعد وضعه في مواقف من هذا النوع لا يملك سوى أن يسبح بحمد بريطانيا التي منحته ما هو عليه، وقد تغرز فيه تجربة من هذا النوع بذرة الولاء الأعمى لما كانت الامبراطورة التي لا تغيب عنها الشمس. 
أما 'الوثائقي' الذي جرت دبلجته للعربية عن الفتاة ذات الأصول الكونغولية واسمها جود كان غير ذلك، لأنه جاء في سياق رسالة أسمى من رسائل التمنن والتفضل التي انطوى عليها ذلك البرنامج. فقد كان للتذكير باحدى القطع المعذبة على وجه الأرض: بلد اسمه الكونغو وترتيبه السادس من حيث المخزون العالمي من المعادن، ولكنه قد يكون الأول في مرتبة الوحشية والبشاعة والشقاء. 
في تلك البلاد ما تزال النساء بل وحتى الطفلات اللواتي لا تتعدى أعمارهن الستة شهور يذهبن ضحية الاغتصاب على هامش صراع قبائلي وحشي. الفيلم أمكنه رصد القليل من الكثير الفظيع عن هذا الصراع الوحشي، كمنظر تلك الطفلة ذات الأعوام القليلة التي راحت ضحية الاغتصاب أكثر من مرة، أو حكاية تلك السيدة التي فقأوا عيني زوجها أمامها ثم أخرجوا أحشاءه وقطعوا أطرافه (كل هذا وهو يرجوهم أن يتركوه لحال سبيله) ثم أخرجوا قلبه قبل أن يأمروها تحت تهديد السكاكين أن تمضع أحشاءه ويغتصبوها! تحولت 'ماسيكا' الى مدافعة عن حقوق المرأة بعد هذه التجربة الفظيعة ليس بسبب هذه التجربة فحسب بل لأن الكثير من النساء غيرها ضحايا الاغتصاب يتحولن الى نفايات داخل قبائلهن وعائلاتهن، فحتى الزوج يرفض أن يبقي على زوجته اذا ما اغتصبها عدوه، فيطردها من المنزل لتتدبر أمورها في الحياة بنفسها!
أي فظاعة، وأي ظلم! هل يصدق أحد أن على وجه هذه البسيطة من لديهم كل هذه الطاقة الخرافية على اقتراف الأذى والجرم في أبشع صوره؟!
في نهاية 'الوثائقي' عادت جود الى بلدها بريطانيا لتعرف الناس بتلك الفظائع وتحاول أن تجد الحلول لها بعد أن عرفت السر الذي دفع بأسرتها الى ترحيلها مع عائلة عمها الى بريطانيا وهي ما تزال طفلة في عامها الثالث. لقد أرادت عائلتها حمايتها من جريمة الاغتصاب التي أقرت الامم المتحدة مؤخراً أنها أداة من الأدوات المستخدمة في الحروب. 
كانت جود ترتدي حطة فلسطينية على كتفيها وهي تلقي بشهادتها في أحد المحافل، هل أتاها حديث القبائل من هناك اذن فارتأت أن تشير اليه برمزٍ كهذا؟!

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال