أنواع الكفايات.. التواصلية والإستراتيجية والمنهجية والثقافية والتكنولوجية. تنمية الذات والمواقف الفردية، وتكوين الشخصية، وتعديل منهجية العمل ونتائجه في التنمية



إذا كانت الكفايات هي ترجمة لقيم وغايات المجتمع، فإنها تستمد مقوماتها من المشروع المجتمعي، ومن أبعاده الإستراتيجية والتواصلية والسياسية والثقافية والاجتماعية والعلمية...

وعلى سبيل المثال "يتم في التعليم الابتدائي التركيز، وبالترتيب، على الكفايات التواصلية والكفايات الإستراتيجية والكفايات المنهجية، والكفايات الثقافية أكثر من التركيز على الكفايات التكنولوجية... والتمكن على مستوى الكفايات الثقافية من رصيد معرفي وثقافي يمكن المتعلم من الاندماج في بيئته..."

 وبهذا تهتم الكفاية الإستراتيجية بتنمية الذات والمواقف الفردية، وتكوين الشخصية، وتعديل منهجية العمل ونتائجه في التنمية.
أما الكفايات التواصلية فتهتم بتنمية التواصل والتمكن من اللغات واستعمالها.

ونشير عموما إلى أن الكفايات اللغوية تهدف إلى التحكم في اللغة، من خلال الاستعمال الصحيح للقواعد اللغوية.
أما الكفايات التواصلية فهي التوظيف السليم للغة في وضعيات تواصلية.

أما الكفايات الثقافية، فتشمل الهوية الدينية والوطنية والإنسانية والتاريخية، والمساهمة في تطويرها من خلال الإدراك للدور الممكن في المجال الإبداعي والفني.

وتأتي الكفايات التكنولوجية، للتحسيس بدور العلم والتكنولوجيات في المجتمع، واكتساب مختلف المفاهيم والمهارات العلمية والتكنولوجية وتوظيفها.

ومن جانب آخر، نشير إلى الكفايات الدنيا، أي الدرجة السفلى من المعارف والمهارات الخاصة بفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة كالمعاقين حركيا أو حسيا والمتخلفين ذهنيا، وهذا مطمح لازال لم يجد بعد معالمه الواضحة والنهائية.

والسبب في ذلك كون المدرسة الحالية لا تستطيع بآلياتها وتكوين أطرها، إدماج مختلف الشرائح الاجتماعية ضمن مشروعها.

في الضفة الأخرى،  نتحدث عن كفايات قصوى تهم تعليم الموهوبين والعباقرة، وتتيح بالتالي مجالا للحديث عن التميز والجودة.

والملاحظ في مجال مدرستنا المغربية أنها تضم المتخلفين والعباقرة والمتوسطين داخل نفس الحجرة وبنفس الوسائل والتعامل أحيانا.

وإذا كان الميثاق الوطني للتربية والتكوين قد أشار إلى فئة المتخلفين في الدعامة الرابعة عشر، وإلى تحفيز المتفوقين وتمييزهم وإمكانية تخطي القسم واختصار السنوات الدراسية، فإن الأجرأة الكاملة للميثاق قد يكون من شأنها مراعاة كثير من الثغرات.

وإذا ما انتقلنا إلى المجال الدراسي فتنشطر الكفايات إلى نوعية (عمودية) خاصة بمادة دراسية أو بمجال تربوي معين كالرياضيات مثلا. وإلى ممتدة أو مستعرضة ( أفقية) تنسحب على موارد معرفية ومهارية مشتركة كالقدرة على الإبداع أو التحليل أو النقد...