بعض العادات القديمة لأهالي مكة.. البساطة في المآتم والأفراح. التأنق في المأكل والمشرب واللباس

جميع أهالي مكة من المسلمين. ولا يدخلها غير مسلم من السنة التاسعة للهجرة التي نزلت فيه الآية الشريفة: "يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجسٌ فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا" (سورة التوبة 28) فكان عليّ رضي الله عنه ينادي في موسم الحج الذي أعقب نزول هذه الآية: "ألا لا يحج بعد عامنا هذا مشرك". وكان المراد بذلك منع المشركين من الحج وعدم دخولهم البلد. والغاية من ذلك أنهم كانوا سيئي الضمير خبيثي الطوية. ويسعون لإلقاء بذور الشقاق والغل بين قبائل العرب والمسلمين. وقد سار الخلفاء الراشدون على تطهير الجزيرة العربية من وجودهم.
وكان من عوائد أهالي مكة أن كبراءهم يرسلون أولادهم وهم في نعومة أظفارهم إلى البادية. فينشأون فيها على البداوة التامة دون شظف البشر. حتى إذا ترعرعوا عادوا إلى مكة وقد تعلموا العربية الصحيحة مع بعض لهجات القبائل، وحفظوا أشعارهم وأحسنوا ركوب الخيل والرماية.
ومن عادة أهل مكة التأنق في المأكل والمشرب واللباس، وترى في مساكنهم كثيراً من أدوات الزخرف والزينة والرياش الثمينة وخصوصاً البسط العجمية النادرة المثيل. ومن عاداتهم تقديم الشاي في أي وقت تحية للقادم عليهم وإقامة المآدب ويتفاخرون بكثرة صنوف الطعام المتغايرة في شكلها وطعمها فمنها الهندي والعربي والشامي والمصري والتركي. ومن عوائدهم أيضاً أنهم يأكلون مرتين في اليوم، وهم يميلون إلى الأبهة والفخفخة كثيراً ويقلد صغيرهم كبيرهم بالكرم والشجاعة وخصوصاً في شهر رمضان المبارك.
وأفراحهم ومآتمهم غاية في البساطة، فمن عاداتهم في زواجهم أنهم يدعون الأهل والأصدقاء، فيأتي الرجال ويجلسون في الأماكن المعدة لهم خارج البيت. ووقت العشاء يمد لهم سماط مستطيل يجلسون عليه جميعاً، توضع لهم أصناف الطعام وألوان الشراب فيأكلون ثم ينصرفون. أما النساء فيدخلن المنزل فيجدن على باب قاعة الجلوس قصعة كبيرة مملوءة بمعجون الحناء فتحن المرأة يدها ثم تدخل وتجلس مع باقي النسوة، ثم يزففن العروس إلى عريسها ويعدن إلى بيوتهن.
ومن عاداتهم الاصطياف بالطائف التي ترتفع عن سطح البحر 1550 متراً والهدى فوق جبال كرا التي ترتفع عن سطح البحر 1760 متراً وفيه جنات كثيرة تجري من تحتها الأنهار فيها ما يشتهون من ثمار وأزهار، ويعد أشهر مصيف في الطائف شبرا ثم حدائق المثناة وهي مشهورة بخوخها وعنبها وماؤها العذب.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال