يرى جون ديوي فى كتابه ”الديمقراطية و التربية“ أن البيئة الاجتماعية هى التى تكون الميول والرغبات والدوافع النفسية والعقلية للفرد وتكون اعمالا ذات اهداف و نتائج اما نافعة أو ضارة.
فالطفل الذى ينشا فى اسرة موسيقية لا بد ان يتحرك فيه الميل الى الموسيقى اكثر من الدوافع الطبيعية الاخرى فالبيئة تؤثر فى سلوك الافراد بصفة ملحوظة و غير مباشرة... لأن الطفل يولد على الفطرة و ابواه يهودانه اويمجسانه أو ينصرانه.
والفطرة هى الطبيعة الخيرة والموحدة لله سبحانه و تعالى و كل غريب عن الجماعة من السلوك هو ما نميل الى تحريمه فالعائلات المحافظة لا تتوقع ان يقوم ابنها أو ابنتها بسلوك مناف للاخلاق كالشذوذ الجنسي بينما غفل عنها ان المحيط الذى تربى فيه ابناؤها تداخلت فيه عناصر اخرى مؤثرة فى الطفل كالتلفاز أو الانترنات أو الهاتف النقال وكلها تحتوي على اغراءات لا يستطيع الطفل في سنه المبكرة مقاومتها أو الأعراض عنها و اذا لم تقع مراقبة هذه الوسائل عن قرب فانها ستتحول إلى المحيط الاكثر تاثيرا على الطفل من عائلته نفسها.
إن تاثير البيئة اللاشعورى قد يبلغ من التغلغل و التاثير فى كل عرق من عروق تفكيرنا و أخلاقنا اكثر مما نتصور فالطفل يتعلم لغة امه بسرعة لا يقدر العلماء على تخيلها أما الآداب الاجتماعية فإن المعلوم والمسلم به أن القدوة اكثر تاثيرا من النصيحة المتكررة.
إن التربية الفاضلة تكتسب من خلال ترويض النفس على العمل بالقيم و عدم الاقتصار على التعرف عليها فحسب فالنفس لا ترق الى السمو إلا إذا أرغمتها على ذلك لان النفس بطبعها تميل الى تلبية اهوائها الجامحة ورفض كل القيود الاخلاقية للمجتمع.
ومن هنا تصبح الوظيفة الاساسية للمدرسة العمل على تبسيط و تنظيم الميول العقلية النفسية لدى الاطفال المراد انماؤها و ثانيا تطهير العادات الاجتماعية الموجودة و الخاطئة و الارتقاء بها الى مراتب المثل العليا مثل استهجان البطالة او الانحارافات السلوكية و ثالثا توفير بيئة اكثر اتزانا من البيئة الراهنة تلبى كل طموحاتهم المستقبلية.
التسميات
تعلم