امتثالا لأمر النبي ص فعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ تَصَدَّقَ عَلَىَّ أَبِى بِبَعْضِ مَالِهِ فَقَالَتْ أُمِّى عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ لاَ أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ رَسُولَ اللَّهِ -r-. فَانْطَلَقَ أَبِى إِلَى النَّبِىِّ -r- لِيُشْهِدَهُ عَلَى صَدَقَتِى فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -ص- « أَفَعَلْتَ هَذَا بِوَلَدِكَ كُلِّهِمْ ». قَالَ لاَ. قَالَ « اتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا فِى أَوْلاَدِكُمْ ». فَرَجَعَ أَبِى فَرَدَّ تِلْكَ الصَّدَقَةَ.[1]
فهم لا يفضلون الذكور على الإناث ولا يعطون أحدا ما يحتاجه ويتركون الآخر، بل إنهم يعدلون بينهم امتثالا لأمر الله وأمر رسوله ص. فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ -ص- قَالَ : " سَوُّوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ فِي الْعَطِيَّةِ فَلَوْ كُنْتَ مُفَضِّلًا أَحَدًا لَفَضَّلْتُ النِّسَاءَ ". رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ[2]
كما أن الرجل المسلم يعدل بين زوجاته في النفقة والكسوة والمبيت، أما الميل مع واحدة منهن في هذه الأمور، فهو ظلم محرم.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ r قَالَ : مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ ، فَمَالَ مَعَ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَحَدُ شِقَّيْهِ سَاقِطٌ.[3].
إن الأب والأم من صفاتهم أنهم قدوة لأبنائهم فالرجل قدوة لأبنائه الذكور، قدوة في صلاته في المسجد، قدوة في ملبسه، فهو يلبس ثيابه كما أمره نبيه ص، ثيابًا على السنَّة تكون قصيرة فوق الكعبين، وهو أيضاً يؤدي النوافل في بيته، ويذكر الله، ويحضر مجالس الذكر، ويذهب إلى المحاضرات، والندوات، والدروس. كما أن المرأة قدوة لبناتها، فهن يحتجبن كما تحتجب الأم، ويصلين كما تصلي، ويعملن في البيت كما تعمل الأم.
[1] - صحيح مسلم (4267)
[2] - المعجم الكبير للطبراني - (ج 10 / ص 49)(11828) حسن
[3] - صحيح ابن حبان - (ج 10 / ص 7)(4207) صحيح
التسميات
رعاية الأبناء