من المؤثرات الحزبية على الشعراء (الكميت بن زيد ومدح الهاشميين).. طبيعة العصر الأموي. الأحزاب السياسية وتصوير الشعر. نمط النص وخصائصه. الطباق كمحسن بديعي لفظي



المؤثرات الحزبية في شعر الكميت بن زيد ومدح الهاشميين

صاحب النص:

- الكميت بن زيد الأسدي، وينتهي نسبه إلى مُضَر بن نزار بن عدنان، وهو من شعراء الكوفة في القرن الأوّل الهجري، ولد الكميت في سنة (60 هـ)، وكان معروفاً بالتشيع لبني هاشم، كانت جُلُّ أشعار الكميت في مدح أهل البيت (عليهم السلام) وأحقيتهم بالخلافة (الهاشميات)، قتل في خلافة مروان بن محمد سنة (126 هـ). 

- بقيام الدولة الأموية ظهرت الأحزاب السياسية، وكان لكل حزب أتباع وشعراء يقفون إلى جانبه، وكان الكميت أحد الشعراء الذين ساندوا بني هاشم، وادعوا أحقيتهم بالخلافة.

معطيات النص:

- يظهر الشاعر طربه وتطربه إلى بني هاشم (آل البيت)، ولم يعد في نفسه شيء للغزل ولا للحب سوى حب بني هاشم وينقطع له، وهو يعلن أنه لن يقف بالرسوم والأطلال، كان شاعر الشيعة يحتج لهم بشعره، ويدافع عنهم مناهضا بني مروان.

وقد وصف بني هاشم بصفات تعلي من قيمتهم، فقد كان يعتقد فيهم أنهم وسائله إلى الله سبحانه، وواسطة نجاحه في عقباه، وأن مودَّتهم أجرُ الرسالة الكبرى (أهل الفضائل والنهى، خير بني حواء، رهط النبي، بهم عزت قريش...)، تبين أيضاً اهتمام الشاعر بأن تكون كلمته في المدح قوية مؤثرة، تملك المشاعر والنفوس، وهو الذي يرى أحقية  بني هاشم بالخلافة  دون غيرهم  وبخاصة الأمويين.

بناء النص:

- هو شاعر يناضل عن فكرة عقائدية معينة، وعن مبدء واضح، ودعوته هذه قد آمن بها، وكرَّس لها حياته وجهده، وتحمل في سبيلها الأذى ومات بسببها.

ونجد في شعر الكميت تركيزاً على الدافع الديني في ولائه لأهل البيت، ونلاحظ في شعره طغيان الجانب السياسي، - الغرض من الاستفهام في البيت السابع = التعجب، النفي - الصورة في البيت السادس= كناية عن الحب والمودة الكبيرة من الشاعر لأهل البيت.

- واجبا = الحدث (معنى المصدر) والحدوث (التغير) أوجب = الثبوت واللزوم ( أحقية بني هاشم بالخلافة).
- نمط النص حجاجي وصفي =أدخل الجدل المنطقي في الشعر العربي فهو مجدد بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، وشعره ليس عاطفياً كبقية الشعراء، بل إن شعره شعر مذهبي، ذهني عقلي. (دقة الوصف، معجم خاص بالموصوف، النعوت، الجمل الاسمية، بعض الصور، ضمير المتكلم والمخاطب، الاستعانة بالحجج والأمثلة...).

- الخطاب بين ضمير المتكلم والمخاطب = خدمة للحجاج  وخدمة لهدف المرسل، والحرف الرابط بين 2 و 3 = الواو = الربط والجمع بين المتعاطفين، لكن= الاستدراك (أهمية الخطاب) - حرف الجر (إلى) 3، 4 = التبيين - ترابط بين البيت 12 و 3 = (هم) = بني هاشم وكأن البيت 12 يدعم ويشرح البيت 3.

- هذا النص نموذج واضح عن الحياة السياسية في العصر الأموي (الشعر السياسي) اُتخذ غرضًا شعريًا قائمًا بذاته بعد تفرق المسلمين عقب معركة صفين إلى أحزاب وطوائف فتحول الشِّعر إلى إطار سياسي تحكمه أهداف ومناهج، ويقوم على نظرية محددة المبادئ في الحكم وتأييد الحزب الذي يرفع الشاعر رايته ويدعو له.

هذا الشعر لم يكن دعوة سياسية قائمة على البرهان والحوار العقلي فقط، ولكنه يمور بمشاعر صادقة ولا يخلو من النسيب والهجاء والمدح، وتقوم نظريتهم السياسية على أن حق الحكم يجب أن يكون لعربي قرشي هاشمي، ومن هنا اتصل العداء بينهم وبين بني أميّة حين تحول الحكم إلى البيت الأموي.

- الفكرتان:

+ مدح الشاعر لأهل البيت
+ هجاؤه لبني أمية وأحقية بني هاشم بالخلافة من غيرهم.

- الخصائص العامة لأسلوب الشاعر:

صدق العاطفة، براعة الحجاج والاستدلال في بيان حق الهاشميين الشرعي في الخلافة، والرد على خصومه، وهذا جديد إذ كانوا لا يعرفون في الشعر هذه الصورة من الجدل، إنما كانوا يعرفونها للخطباء.

وهو يعد صدى قويا لما شاع في عصره من الجدال بين المتناظرين في مسائل العقيدة، وهو أول شاعر دعا إلى نبذ الوقوف على الديار - لاتبتدئ ببكاء الأطلال والديار، إنما بحب أهل البيت - لايكتفي بمديح العلويين، بل يعمد لتقرير نحلتهم تقريراً أساسه الجدل والاحتجاج.- في هاشمياته ذوق جديد عقلي.

فهو لا يعبر عن الشعور والعواطف فقط، وإنما يعبر عن الفكر- أخرج الشعر من أبوابه القديمة إلى باب جديد، هو باب (التقرير والاحتجاج للعلويين والدفاع عنهم - احتجاجاته بالقرآن الكريم من جهة، والنظرة العقلية من جهة أخرى - القصيدة عند الكميت كتبت لتخدم نظرية معينية، وهي لذلك تتجرد من أسماء رموز الحزب.

بلاغة: الطباق

تعريف الطباق:

1- لغة:

يفيد الجمع بين الشيئين ، طابق بينهما أي: جعلهما على حد واحد.

2- اصطلاحا:

لجمع بين المتضادين في الكلام، مثل:  اليد العليا خير من اليد السفلى.

نوعا الطباق:

1- طباق إيجاب:

ما لم يختلف فيه الضدان إيجابا وسلبا / مثل: وتحسبهم أيقاظا وهم رقود).

2- طباق سلب:

ما اختلف فيه الضدان إيجابا وسلبا، يكون أحدهما مثبت و الآخر منفيا، مثل: خلقوا وما خلقوا لمكرمة.