زرياب في الأندلس لعبد الحميد العبادي - السنة الأولى ثانوي إعدادي - المفيد في اللغة العربية



- تحديد فرضية للنص انطلاقا من العنوان ومن الصورة المصاحبة للنص.

- صاحب النص:
د/ عبد الحميد العبادي.

- نوعية النص ومجاله: 
النص الذي بين أيدينا عبارة عن سيرة غيرية تندرج ضمن المجال الفني.
- النص القرائي: "زرياب في الأندلس" ص – 200- 

المعجم:
- المولى: العبد.
- الشمائل: الطبائع.
- شغف: درجة من درجات الحب
- يتأهب: يستعد ويتهيأ.
- يداني: يقارب

الفكرة العامة:
افتتان زرياب الكبير بالموسيقى وهجرته إلى الأندلس هربا من إسحاق الموصلي.

الأفكار الجزئية:
- تلقيب زرياب باسمه لسواد لونه وحلو شمائله.
- غيرة إسحاق الموصلي من حظوة  زرياب لدى الخليفة وتهديده له.
- خروج زرياب إلى الأندلس.
- خروج الأمير عبد الرحمن الأوسط بنفسه للقاء زرياب في قرطبة.
- إنعام الأمير على زرياب.
- استقرار زرياب في الأندلس وإبداعه الموسيقي الكبير.

ولد زرياب (أبو الحسن علي بن نافع) في الموصل ونشأ في بغداد، ومعنى زرياب اسم طير أسود اللون عذب الصوت من الموصل، وقد كان تلميذا لإسحاق الموصلي بصورة سرية إلى أن أتقن فن الغناء، ففي ذات يوم طلب الخليفة هارون الرشيد إلى إسحق الموصلي أن يأتي معه بمغن جديد يجيد الغناء، فأحضر إسحاق زرياب فاستأذن من الخليفة بأن يغني فأذن له.

يا أيها الملك الميمون طائره -- هارون راح إليك الناس وابتكروا

إلى أن أكمل نوبته، فطار الرشيد فرحا وتعجب منه كثيرا وطلب إلى أستاذه إسحاق أن يعتز به، إلا أن إسحاق داخله الحسد والحقد فهدد زرياب وخيره بين أن يخرج من بغداد أو أن يغتاله، فرجح زرياب الخروج من بغداد فخرج، وتوجه إلى الأندلس، وكان الخليفة هناك عبد الرحمن الثاني.

فكتب زرياب إلى الخليفة يستأذنه بدخول بلاده فرد عليه حسنا ورحب به، وبعد أن دخل بلاط الخليفة وأصبح من حاشيته غنى بحضرته، وما أن سمعه الخليفة حتى شغف به وقربه إليه وأصبح نديمه ومن أقرب الناس إليه.

وعندما اشتهر زرياب في الأندلس وتمركز فيها، لقب بالقرطبي إذ بدأ نشاطه في مدينة قرطبة حيث أسس دار المدنيات للغناء والموسيقى وكانت تضم أبناءه الثمانية وابنتيه إضافة إلى عدد آخر من المغنين.
وتعتبر هذه أول مدرسة أسست لتعليم علم الموسيقى والغناء وأساليبها وقواعدها.

أعماله وتأثيره:

قام زرياب بنقل أشياء كثيرة إلى الأندلس غير الغناء والموسيقى، فهو الذي نقل أجمل ما في بغداد إلى قرطبة ومنها إلى الأندلس ومن ذلك أحسن الأقمشة وأزهى الألوان حيث نقلها من بيوت الخلفاء إلى بيوت النبلاء.

وتغطي كتب تاريخ الأندلس مساحات كبيرة من صفحاتها للرجل الأسطورة زرياب، وتنسب إليه أنه ارتقى بالذوق العام في الأندلس، حيث وصفه الرجال والنساء بأنه الرجل المهذب في كلامه وطعامه، وأنه كان يلفت الأنظار إلى طريقته في الكلام والجلوس إلى المائدة أيضا، وكيف كان يأكل على مهل ويمضغ ويتحدث ويشرب بأناقة، وكان يضع على مائدته الكثير من المناديل، هذه لليدين وهذا للشفتين، وهذا للجبهة وهذا للعنق، وهو أول من لفت أنظار النساء إلى وجوب اختلاف لون وحجم مناديلهن منبهاً إلى أن تكون معطرة أيضا.

ويعتقد بأن لزرياب الفضل في تعريف أوروبا بوجبات الطعام الثلاثية الأطباق: بدءاً بالحساء، يليها الطبق الرئيسي (من اللحم أو السمك أو الطيور)، والختام بالفاكهة والمكسرات،

وهو مؤسس أول معهد للموسيقى في العالم (في مدينة قرطبة).

أما في الزي والتصميم، فقد تخير زرياب البساطة والتناسق والرشاقة.
وجاء بالشطرنج إلى الأندلس ومنها إلى أوروبا، و(الشاه مات) بالعربية ما زالت مستخدمة في أوروبا والعالم إلى اليوم Shah Mat.

ويعتبر زرياب مسبب اختراع الموشح لأنه عمم طريقة الغناء على أصول النوبة، وكانت هذه الطريقة هي السبب في اختراع الموشح.

وقد أدخل زرياب على فن الغناء والموسيقى في الأندلس تحسينات كثيرة وأهم هذه التحسينات:
1- جعل أوتار العود خمسة بعد أن كانت أربعة
2- إضافة مقامات موسيقية كثيرة لم تكن معروفة قبله
3- جعل مضراب العود من ريش النسر بدلا من الخشب
4- افتتاح الغناء بالنشيد قبل البدء بالنقر.

وهو أول من وضع قواعد لتعليم الغناء للمبتدئين، وأهم هذه القواعد:
- تعلم المبتدئ ميزان الشعر وقراءة الأشعار على نقر الدف لضبط الميزان الغنائي
- إعطاء اللحن للمبتدئ خالياً من أي زخارف أو تلوين
- تعلم الزخرفة والتغني بالألحان مع الضروب بعد تعلم الميزان والضرب واللحن

وقد وضع أسسا وقواعد لفحص المبتدئين قبل قبولهم، قضت بأن يجلس المبتدئ في مكان عال ثم يوعز إليه بأن يصيح بجواب صوته ثم يهبط تدريجيا إلى قراره، وبهذه الطريقة كان يعرف مدى صوته وحلاوته.

ونقل زرياب من بغداد إلى الأندلس طريقتين في الغناء والموسيقى هما:
- طريقة الغناء على أصول النوبة.
- طريقة تطبيق الإيقاع الغنائي مع الإيقاع الشعري.

زرياب يزيد في العود وترا:

زاد زرياب في الأندلس وتراً خامساً على  أوتار عوده، في وقت  كان العودُ في الصنعة القديمة بأربعة أوتار.
وتوسط الوتر المضاف الأوتار الأربعة، ما حقق لعوده ألطَفَ معنى وأكمل فائدة.
وهو الذي جعل مضراب العود في الأندلس من من قوادم النسر، بدلاً من مرهف الخشب.

أبدع زرياب في تنسيق الألحان، حتى توهّم أن الجن هي التي تعلّمه؛ ولا عجب فقد ورث هذا الشعور من أستاذه إسحاق الموصلي الذي ورثه عن أبيه إبراهيم الموصلي وعن عمه أبو لمامه.

طريقته في تخريج المغنّين:

كان زرياب إذا أراد أن يعلّم تلميذاً أمره بالقعود على وسادة مدوّرة، فإن كان ليّن الصوت أمره أن يشد على بطنه عمامة، لأن ذلك يقوي الصوت، فلا يجد متسعاً في الجوف عند الخروج من الفم، فإن كان لا يقدر على أن يفتح فمه، أو كانت عادته أن يضمّ أسنانه عند النطق، أمره بأن يدخل في فيه قطعة خشب عرضها ثلاثة أصابع، يُبيتها في فمه ليال حتى ينفرج فكاه.

وإلى زرياب يرجع الفضل في تعليم الجواري الغناء في عصره والعزف على العود، ومنهن: غِزلان وهُنَيدة، ومنفعة التي اشتهرت بفرط جمالها، وقد أعجب بها (عبد الرحمن)، فأهداها زرياب إليه، فحظيت عنده.

وصفوة القول إن زرياب لم ينقل إلى المجتمع الأندلسي فنون الموسيقى وضروب الغناء فقط، وإنما نقل إليه أوجه الحياة الحضارية التي كان المشارقة ينعمون بها، فكان بذلك من أهم عوامل التواصل بين مشرق العالم الإسلامي ومغربه في ذلك العصر.
توفي زرياب في قرطبة سنة 230 هـ الموافق 845 م.