الأزمات الاجتماعية للشباب: العمل والسكن والزواج

وذلك لأن "الشاب" ينشأ في "أسرة"، وأسرته تؤمن له "مصروفه".. و"مسكنه".. ويكون "عزبا".. لأنه لم يبلغ سنّ الزواج المألوفة، فهو في الغالب "طالب.." يتابع الدراسة، ولكنه فور تخرّجه، أو عندما يتوقف عن متابعة الدراسة، فإنه يتجه إلى البحث عن "عمل".. ليؤمن دخلا له.. ثم: منزلا.. ثم زوجة.. ليستقرّ ويعيش... وهذا بديهي في كل إنسان، وأمر فطري، فطره الله عز وجل عليه.
  لا شك في أن " الشباب"، وفي أول مواجهة لهم مع الواقع، يشعرون بوطأة " الأ.مة".. ويعرفون ما هي؟؟.. وما تحدثه في نفس الإنسان من حسرة وتعاسة، وتزداد حسرة الإنسان وتعاسته، إذا واجه "الأزمات" وحده، من دون أبوين يساعدانه. أو مسؤول يمدّ اليه يد العون...
  و"الشباب" في عصرنا يعانون من كل أنواع الأزمات، ومن جملتها " الأزمات  الاجتماعية" التي ذكرنا أهمها وأخطرها، وهي: "العمل، والسكن، والزواج"، فمما لا شك فيه: أن الشاب في غالب الحال، لا يعرف ماذا يعمل.. وإن كان له اختصاص.. فلا يجد عملا.. إلا بعد جهد ووساطات، أما " الأجر".. أي الراتب والمعاش.. فهو أيضا همّ آخر، وأزمة أخرى، فغالبا ما يكون الأجر أو: الراتب دون حدّ الكفاية، بحيث لا يشعر هذا العامل أو الموظف، بالكفاية والسعادة في حياته أبدا، بل يظلّ أسير الحاجة، ليظل أسير صاحب العمل، أو: أسير الوظيفة، فهو يختار أهون الشرّين وأخف الضررين، لأنه إذا ترك العمل أو إستقال من تلك الوظيفة، فلن يجد عملا آخر، وإن وجد بعده عناء.. فلن يكون أجره وراتبه أعلى وأكبر..
  أما "أزمة السكن" .. فأمرها عجيب.. وكأن الدنيا ضاقت بأهلها وعلى أهلها.. ففي كل أنحاء العالم يوجد " أزمة سكن.."، مع وفرة الأموال والأرض في كثير من البلاد.. حتى بات الحصول على "مأوى.."  ولو غرفة واحدة.. هدفا كبيرا.. وإن توفر للإنسان هذا الهدف.. فهو محظوظ ..
  أما " أزمة الزاج"، فهي مرتبطة بالأزمتين السابقتين، إذ لا زواج من دون عمل أو مسكن، ولكي ندرك خطر هذه الأزمة، فإن علينا أن نتذكر: كم الشاب وهو في مقتبل العمر يتمناه.. ويطلبه ويسعى إليه.. فهو حاجة شخصية دافعة.. ورغبة شديدة جعلها الله تعالى في الإنسان.. لبقاء النوع البشري، واستمرار التناسل الإنساني، حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
  وهنا لا بد من التساؤل: ما هو سبب هذه الأزمات؟؟.. وما هو الحل والمخرج منها؟؟ وجوابنا عن ذلك بإختصار هو: أن الأزمات لا تكون إلا بسبب وجود خلل، ومعلوم أن الأنظكة المعمول بها في أكثر بلاد  المسلمين في عصرنا، هي أنظمة وقوانين مستوردة من الخارج، فاشلة خاسرة، لا خير فيها للبشرية ولا فائدة، بل هي سبب كل الأزمات والمصائب التي تحل بالناس.
أما الحل: فهو بطرح جميع هذه المخلفات المستوردة من الأنظمة جانبا، ثم: بتطبيق احكام الإسلام كلها، في جميع مجالات الحياة، فعند ذلك يحسّ الناس بالسعادة، ويتوفر لهم الأمن، والإطمئنان، والسلام.
  ويكفي هنا أن نشير الى بعض ما يحظى به الناس من حكم الإسلام، وذلك بما كتبه الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز، رحمه الله تعالى إلى ولاته، قائلا لهم:
  [لا بد لكل مسلم من:
  مسكن يأوي إليه..
وخادم يكفيه مهنته..
وفرس يجاهد عليه عدوّه..
وأثاث في بيته..
فوفّروا ذلك كله.. ومن كان غارما فاقطوا عنه دينه..].

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال