الشباب ومسؤولية المجتمع: اليقظة لمنع تسرب الأخلاق السيئة ومحاربة السلوكات المنحرفة

نعني بالمجتمع: عموم الناس، أي: ما يعرف اليوم بالرأي العام، فالناس بمشاعرهم العامة، بإمكانهم أن يساعدوا على إصلاح الفاسد، وتقويم المعوّج، وإذا سلطوا ألسنتهم على إنسان قضوا عليه.
  ومن واجبات المجتمع: أن يكون يقظا حذرا، لئلا تتسرب إليه الأخلاق السيئة، والمفاسد والمنكرات، وأن يحارب كل انحراف عن جادّة الصواب والحق، وأن يحمي نشأة شبابه من المؤذيات، فيكون دائنافي موقف الحذر.. المدافع.. الحريص..
  ومن ناحية أخرى: فإن على المجتمع أن يساعد المنحرفين على الاستقامة، إذا هم سلكوا سبيلها، وعلى التوبة إذا هم أعلنوها، وأن يغفر لهم، وينسى سوء أعمالهم، كما قال تعالى:{ قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون}، وهذه مسألة مهمّة جدا، فإن الناس ـ مع الأسف ـ لا ينسون ذنوب سواهم، ولا يعرضون عنها، ولو تاب المذنب وأصلح عمله.. وهذا الموقف، يدفع بالكثيرين من هؤلاء التائبين: إما الى اليأس.. والانزواء.. وإما الى العودة الى حياة الاجرام والرذيلة...
إن المسلمين مسؤولون جميعا، بعضهم عن بعض، كلّ بحسب طاقته واستطاعته، لأنهم كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو اشتكى كله، والمؤمن لا يكمل إيمانه إلا إذا أحبّ لأخيه ما يحبّه لنفسه، وكره لأخيه ما يكرهه لنفسه، وما سوى ذلك فهي: الأنانية.. والأثرة.. وحبّ الذات، وعلى حساب الآخرين.. وليس ذلك من أخلاق المؤمنين.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال