شرع أن يحلق رأس الطفل يوم سابعه، إيذانا بالعناية به وإزالة ما يؤذيه، بل وشرع التصدق عنه بوزن شعر رأسه ذهباً أو فضة [راجع تحفة المودود ص57ـ59]، وكأن في ذلك إشارة إلى فدائه بالمال وعدم التفريط فيه، وأن شعر رأسه الذي يؤذيه بقاؤه فيحلقونه ليس رخيصاً عند أسرته، بل يوزن بالذهب الذي يحرص عليه الناس. كما شرع ختانه، وهو من خصال الفطرة التي حث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن القيم، رحمه الله - بعد أن ذكر نصوص خصال الفطرة: "وقد اشتركت خصال الفطرة في الطهارة والنظافة وأخذ الفضلات المستقذرة، التي يألفها الشيطان ويجاورها من بني آدم، وله بالغرلة اتصال واختصاص" [تحفة المودود ص94].
وقال في موضع آخر- بعد أن بين أن الختان من محاسن الشرائع التي شرعها الله لعباده -: "هذا مع ما في الختان من الطهارة والنظافة والتزيين، وتحسين الخلقة وتعديل الشهوة، التي إذا أفرطت ألحقت الإنسان بالحيوانات، وإن عدمت بالكلية ألحقته بالجمادات، فالختان يعدلها، ولهذا تجد الأقلف من الرجال، والقلفاء من النساء، لا يشبع من الجماع... ولايخفى على ذي الحس السليم قبح الغرلة، وما في إزالتها من التحسين والتنظيف والتزيين " [المرجع السابق ص111، والمراد بالغرلة: غلفة الذكر من الجلدة التي تغطي الحشفة].
وفي هذا إشارة إلى العناية بنظافة الصبي وإزالة كل الأقذار والفضلات المؤذية له، ما دام غير قادر على قيامه بإزالته بنفسه، وبهذا يأمن الطفل من الأوساخ وما ينتج عنها من أوبئة وأمراض قد تودي بحياته.
التسميات
رعاية الأبناء