تدرج التربية الإسلامية.. التدرج في تعليم الصبيان ومراعاة قدراتهم لأن الموضوعات الصعبة تؤدي إلى ارتباكه وتنفيرهم من العلم



نزل القرآن الكريم على رسول الله e منجما مفرقا على مدار ثلاث وعشرين سنة ولم ينزل دفعة واحدة، بل نزل حسب الأحداث والوقائع، يعالج المشاكل ويضع لها الحلول المناسبة كلما وقعت.

وتدرجت تربية القرآن الكريم للأمة فلم يطالب الناس بكل الأحكام الشرعية دفعة واحدة، فكان التدرج في فرض الجهاد، وتحريم الخمر، وفرضت العبادات على مراحل ولم تفرض مرة واحدة، فكانت الصلاة في السنة العاشرة للبعثة في رحلة الإسراء والمعراج، وكان الصوم في السنة الثانية للهجرة بينما تأخر الحج إلى السنة التاسعة.. وهكذا.

ويرى الإمام الغزالي أن أول واجبات المربي أن يعلم الطفل ما يسهل عليه فهمه،لأن الموضوعات الصعبة تؤدي إلى ارتباكه وتنفيره من العلم[1].

ونادى ابن خلدون بضرورة التدرج في تعليم الصبيان ومراعاة قدراتهم، ويرى أن يكون التعليم في المرحلة الأولى إجمالا وفي الثانية تفصيلا، وفي الثالثة تعميقا بدراسة ما استشكل في العلوم ووسائل الخلف فيه.[2]

[1]- أبو حامد الغزالي، الإحياء، مرجع سابق ج1، ص (57).
[2]- ابن خلدون، المقدمة، مرجع سابق، ص (410).