لا أدري لم الحزن متيم بي ؟ ... لم يلازمني ؟ أتراه ظلي ؟ ... أم هو توأمي , ولد معي ولكني أجهله.... أم هو شبح يطاردني ؟ ... أراه ينمو ويكبر مع مرور لحظات العمر ... ألأني أسقيه من دمعى وأسهر على راحته ؟! إذاً لم يصفعني بأمواجه ؟! لم يدفعني إلى ظلم الليالي الطويلة ؟!.. لم اختارني من بيت الملايين ؟ ... ألأني خلقت من أجله ؟!... أم هو خلق من أجلى ؟! ... ما لي أراه يتأملني ... ألأني بدوت له غادة فوقع في غرامي ؟!... ربما أنا التي تسبح في بحر حبه دون أن أدرى ... أم تراه وجدني وحيدة معدومة فحاصرني ؟!... أم شبهني بأميرة حسناء فخطفني ؟... أم بدوت له واحة خضراء ... هادئة ... نقية الهواء ... زكية الرائحة فسكننى ؟!... لم أعد أفهم شيئاً ... لقد وجدت نفسي وأنا أسير في طريقه الوعر ... المعبد بالأشواك ... المزين بالآلام ... صحيت وأنا أتجول في مدنه ... بشوارعها الملتوية ... وجدت نفسي وأنا أسكن قصوره ... أتجرع من شرابه حتي الثمل... وأخطو مترنحة ... لقد جعلت الحزن يبتسم ... يضحك سعادة بعد أن قلدني وسام الهم ... جعلني أتوسد الشجن ... وألتحفه سنينا ... وأستأنس به أحيانا كثيرة ... وطال مكوثه عندي ... أتراه وجدني مضيافة ؟!... أم أغلقت الأبواب في وجهه فسمحت له باللجوء إلي ؟!... وظل يشوش أفكارى ويفقدني تركيزي ... جعلني أفقد الكثير ... ولكني لم أنته....لم أذب...فبقيت كما كنت... كالجبل راسخة ... كأمواج البحار و المحيطات قوية ... كالصحراء القاحلة المحرقة شمسها ... هناك حاصرته الغربة ... وصدمته الجبال .. وتاه في الصحاري ... حتي كاد أن يغرق الحزن في بحار حزني ... وعندما مل الحزن من حزني قرر الانسحاب ... الرحيل ... وإخلاء الساحة ... لأعيد بناء أنقاضي وأجمع بقايا الأحلام وفتاة الأماني ... رحل بوجهه القاتم إلى الجحور المظلمة يجر خيبة يبتعها الملل....
نبيهة عبدو فارح
التسميات
حزن