أنماط التقويم التربوي.. التقويم التشخيصي أو القبلي. التقويم التكويني. التقويم الإجمالي أو النهائي. التقويم الإخباري



ينص منهاج علوم الحياة والأرض على اعتبار أشكال التقويم التالية  في كل مقطع تعليمي - تعلُّمي:

1- التقويم التشخيصي أو القبلي:
بتموضعه في بداية معالجة كل وحدة، يرصد هذا النمط من التقويم حصيلة الصعوبات والثغرات، وكذا المكتسبات والاستعدادات الأولية.
ويمكِّن هذا التقويم من تحديد وضعية الانطلاق وأنشطة التعليم والتعلُّم.

2- التقويم التكويني:
باندماجه في سيرورة التعلُّم، يساعد هذا النمط من التقويم المتعلم على تعرُّف
أخطائه وفهمها وتصحيحها. وينبئ الأستاذ بكيفية مستمرة بالآثار الحقيقية لفعله البيداغوجي.

3 - التقويم الإجمالي أو النهائي:
بتموضعه عند نهاية كل وحدة دراسية، يسمح هذا النمط من التقويم بإنجاز حصيلة مُنقطة للتكوين المتبع.

ويكـون هذا التقويـم إثباتيا عندما يرتبط بإثبات التكويـن عند نهاية حلَقة أو عدة حلَقات دراسية لمنح شهادات الاستحقاق والتقدير.

ويلخص الجدول التالي الوظائف الأساسية لكل نمط من أنماط التقويم الثلاثة:
- قبل الفعل التكويني: تقويم تشخيصي
- خلال الفعل التكويني: تقويم تكويني
- في نهاية الفعل التكويني: تقويم إجمالي

الوظائـف الأساسيـة:
يمكن حصر الوظائف الأساسية للتقويم في:

- الحصول على بيانات ومعلومات عن المكتسبــات السابقــة للمتعلمين، والضرورية للبدء في معالجة مكوّنات الوحدة الجديدة.

- إدراك المعيقات والتمثلات الخاطئة التي قــد تؤثــر سلبا على المسار التعلمي.

- تحديد المعارف والمهارات والمواقف المتوفرة و/أو غير الكاملة، وفحص إمكانيات نقل التعلمات المكتسبة إلى وضعيات جديدة.

- ترشيد الفعل التعليمي على ضوء تشخيص الفعل التربوي حسب إيقاعات التلاميذ.

- إخبار المتعلم حول مدى تنمية الكفايات لديه، والعمل على تحديد مواطـن الضعف والقوى بغيــة دعم تعلماته.

- معرفة المؤهلات التي ستوظف في مراحل لاحقة.
- مساعدة الأستاذ على نطوير فعله التربوي.

- التدخل الفوري لتصحيح المسار التعليمي - التعلمي عبر إجراءات ملائمة.
- كشف الصعوباتت والوسائل الكفيلة لتجاوزها.

- الكشف عن الفوارق بين المتعلمين قصد اختيار طرق مناسبة لخصوصيات كل مجموعة منهم.
- قياس الفوارق بين النتائج الفعلية والأهداف والكفايات المسطرة.

- الحكم على درجة تحقق التعلمات.
- تزويد الأستاذ بمعلومات تساعده على اتخاذ قرارات ملائمة لتصحيح المسار التعليمي ولدعم التعلمات.

4- التقويم الإخباري:
يهتم هذا النوع من التقويم بأداة تقويم الامتحانات وذلك بطرح عدة أسئلة حول هذه الأدوات، مثل:
- هل هي سهلة أم صعبة؟
- هل هي صادقة؟
- هل هي أمينة؟
- هل هي متطابقة؟

فالصدق أو ما يسمى بالصلاحية هو تلك الميزة التي تتصف بها كل أداة تقويم تقيس ما يجب قياسه.

فالبحث عن صلاحية امتحان مثلا يعني إثبات مدى قدرته على قياس الشيء الذي هو مقترح من أجله.

أما الأمانة فهي الميزة التي تتصف بها أداة القياس، حيث ينبغي أن تفضي إلى نفس النتائج كلما تم استعمالها.

وبعبارة أخرى فإن أداة القياس تكون أمينة إذا أعطت نتائج ثابتة وجدّ متشابهة عند تطبيقها عدة مرات في نفس الظروف.

تستعمل عدة معاملات لتعرف قيمة الأسئلة، ومن أبرز هذه المعاملات نذكر معامل الصعوبة الذي يُعرّف بنسبة المترشحين الذين يوفّقون في سؤال ما.

ويمكن الحصول عليه بالنسبة للأسئلة ذات التصحيح الموضوعي بتطبيق الصيغة التالية:

                         عدد المتوفقين في السؤال
معامل الصعوبة=ــــــــــــــــــــــــــــــ
                          عدد الممتحنين

أما في استعمال أسئلة تحريرية أو مقالية، فتستعمل الصيغة التالية:

                         المعدل الحسابي للنقط المحصل عليها من طرف الممتحنين في السؤال
معامل الصعوبة=ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                        النقطة القصوى الممنوحة للسؤال
ونشير إلى أن هناك اتفاق من طرف الأخصائيين حول الاحتفاظ بالأسئلة التي يتراوح معامل صعوبتها بين 0,20 و0,80.

على هذه الأسس تؤمّن السيرورة التقويمية المقترحة الارتباط النسقي لمختلف مراحل حصة علوم الحياة والأرض، وتستلزم تحضيرا قبْليا محكما يتجاوز النظرة التقنية الضيِّقة التي غالبا ما تخفي ممارسات ضامرة وغائبة، ويدعو إلى فهم ما ينجز من عمليات (كيف؟ ولماذا تُنجز؟).

ولتحقيق كل هذا يستحسن ضبط الكفايات التي يستلزمها إنجاز الأنشطة، وتفريد المساعدات والدعم المقدمة خلال التعلُّمات حسب نوع الأنشطة المقترحة، وحسب نتائج التقويم الإجمالي بخصوص درجات اكتساب هذه الكفايات من طرف كل متعلم.

حيث يصبح التقويم الإجمالي أداة تشخيصية لخدمة تفريد وتفريق المساعدة حسب الحاجات التكوينية.