التعليم في مصر الفرعونية.. الاقتصار على الكهنة والأطباء والمعماريين والكتبة واكتساب العلوم الدينية والقوانين المدنية والمعارف في مجال الميكانيكا والطب والرياضة



كانت الحضارة المصرية واحدة من النماذج التاريخية لمجتمع مستقر حيث يحظى التعليم بقيمة مستقلة إن لم يكن بسلطة حقيقية.
وفي أعلى الطبقات الاجتماعية يسيطر الكهنة وهم الأغنياء وذو الفضل على مفاتيح العلم في هذه الحضارة.
ومن بعدهم يأتي الجنود ومن بعد هؤلاء نجد الفلاحين والحرفيين وهم محتقرون وخاضعون لكافة أنواع الضرائب والعقوبات البدئية.
وكما كانت الحال في العصر الوسيط في أوروبا، كانت المهن وراثية.
فابن الخزاف لابد أن يكون خزافاً وابن الحداد لابد أن يطرق الحديد المحمي على الفحم الساخن.
وكان التعليم بمعناه المفهوم محصوراً على الكهنة والأطباء والمعماريين وبصفة خاصة الكتبة.
فقد كانوا بمثابة الهيكل العظمي لهيئة إدارية قوية.
أما العلوم السلوكية فكانت بصفة أساسية العلوم الدينية وبعد ذلك القوانين المدنية وأخيراً المعارف في مجال الميكانيكا والطب والرياضة.
وكان التعليم بأكمله في أيدي الكهنة، ولما كانت كل العلوم المكتوبة والنابعة من التقاليد لها طابع مقدس فمن اليسير أن نفهم أن يكون للمدرسة شكل أدبي بل أيضاً شكل الانفراد بالسلطة.
وكان البالغون يتلقون الضرب بالعصى لأخطاء السهو وكان المصري عليه أن يحفظ عن ظهر قلب عدداً غير معقول من النصوص وكان التقليد التام للنماذج يحظى بالتشجيع.
وعلى عكس ذلك كانت كل مبادرة فيما يتعلق بالعلم تعاقب.