من اهم الصور التي تناقلتها الصحف عن نتائج الانتخابات البريطانية كانت صورة سلمى يعقوب مرشحة حزب 'ريسبكت' الذي يعتبر من الخاسرين في الانتخابات، فقد جاء زعيمه جورج غالواي ثالثا في منطقة بوبلار اند لايم هاوس شرق لندن، لكن اهمية صورة يعقوب انها ادت لحرمان البرلمان البريطاني من اول نائبة مسلمة محجبة في البرلمان حيث جاءت في المرتبة الثانية في منطقتها الانتخابية في بيرمنجهام غرين هول.
ولعل الانتخابات الحالية ادت الى نتائج مثيرة بالنسبة للاحزاب ومفاجآت بالنسبة للاقليات فقد تضاعف عدد ممثليها من 14 الى 27 فيما زاد عدد النواب المسلمين من اربعة في الماضي الى ثمانية، منهم اول عربي وهو ناظم الزهاوي عن منطقة ستراتفورد اون افون، فيما خسر مرشحون عرب في لندن، في ايلفورد ساوث وايلينغ سنترال.
والبارز في الانتخابات تصويت ناخبين لمرشحات من اصول اسيوية او افريقية في مناطق لا تعيش فيها اقليات بشكل لافت كما في حالة تشي اونورا، وهي اول امرأة من اصل افريقي تفوز بدائرة للعمال في نيوكاسل سنترال، وبرتي باتل التي فازت بمقعد للمحافظين عن دائرة ويثام بمقاطعة ايسكس، واللافت هو دخول اول وثلاث نساء مسلمات وهن سامية قريشي عن دائرة بولتون ساوث ايست، ورشنارا علي عن دائرة بيثنال غرين في شرق لندن، وشابانا محمود عن دائرة ليدي وود في بيرمنغهام.
فيما انتخبت هيلين غرانت كأول مرشحة سوداء عن دائرة ويستمنستر التي ذهبت للمحافظين.
وبلغ عدد المرشحات من اصول اسيوية 22 وهو عدد كبير مقارنة مع الانتخابات السابقة، ويذكر ان اول مرشحة من اصل هندي كانت داباهاي ناوروجي التي ترشحت عام 1892 عن منطقة فينزبري بارك ـ لندن. اما بقية المرشحين المسلمين فقد حافظ صادق خان على مقعده في توتننيغ، جنوب لندن، وخالد محمود في بيرمنجهام، وورث انس سروار مقعد والده النائب محمد سروار الذي يعتبر اول نائب مسلم يدخل البرلمان عن غلاسجو سنترال عام 1997.
فيما جلست سعيدة وارثي عام 2007 في المقاعد الامامية عن حزب المحافظين كبارونة وليس كنائبة. اما بقية النواب الجدد فهم خالد محمود عن دائرة بيري بار في بيرمنجهام واخيرا ساج جاويد الذي فاز عن المحافظين في دائرة برومزغروف وسط انكلترا. بالنسبة لناظم الزهاوي الذي فاز عن المحافظين فهو رجل اعمال من اصل عراقي.
ويعد الزهاوي اول بريطاني عربي يدخل وهو مولود عام 1967، ونشأ في منطقة 'ايست ساسيكس' في جنوب انجلترا.
ودرس في 'كينغز كولدج' في ويمبلدون جنوب غرب لندن وتلقى تعليمه الجامعي في 'يونيفرسيتي كولدج' التابعة لجامعة لندن. وفي عام 2000 ساهم في تأسيس شركة يوغوف للابحاث واستطلاعات الرأي عبر الانترنت، التي كبرت واصبحت مسجلة في بورصة لندن.
واستقال الزهاوي من منصب الرئيس التنفيذي للمؤسسة قبل شهرين من الانتخابات للتركيز على الحملة وخسرت المرشحة من اصل عراقي عنود السامرائي في الانتخابات العامة عن حزب الديمقراطيين الاحرار في دائرة 'ايلفورد ساوث' في شمال شرق لندن، وجاءت في المرتبة الثالثة، وكانت السامرائي تعيش في الكويت مع امها البريطانية ووالدها العراقي وانتقلت إلى لندن وهي في سن العاشرة بسبب حرب الخليج الأولى عام 1991.
اما المرشح بسام محفوظ اللبناني الاصل فقد جاء في المرتبة الثانية مقابل مرشحة حزب المحافظين انجي براي التي فازت بالمقعد. والاهم في الانتخابات ان المرشحين الفائزين ومن لم يفوزوا يمثلون الاحزاب الثلاثة التي تسابقت على الصوت المسلم واصوات الاقليات اضافة لوعي المسلمين خاصة باهمية صوتهم ومشاركتهم الفاعلة في الحملات الانتخابية وحملات التوعية عبر الانترنت مثل حملة 'انت تنتخب'.
التسميات
أمريكا