أثر الخوف من الله في حياة طالب العلم الفقير: قصة الشاب الذي اختار الزواج من "عمياء صماء بكماء مقعدة" لينجو من خصومة تفاحة واحدة

قصة التفاحة: تقوى شاب قادته إلى زواج مبارك

تتناول القصة محطات مؤثرة في حياة شاب مؤمن، تُظهر عِظم أثر التقوى والمخافة من الله في جلب الخير والبركة في الرزق والزواج، وتحقيق وعد الله للمتقين.


المحطة الأولى: شدة الجوع ووقوع في المحظور

  • الشخصية والخلفية: تبدأ القصة في القرن الأول الهجري بشاب يافع، كان طالب علم تقي وفقير، كرّس حياته لطلب العلم الشرعي.
  • الدافع والاضطرار: في أحد الأيام، اشتد به الجوع حتى بلغ به مبلغًا عظيمًا لم يجد معه طعامًا يسد رمقه.
  • الزلة غير المقصودة (ورطة التفاحة): قادته قدماه إلى بستان مملوء بأشجار التفاح، وكانت إحدى الأغصان متدلية في الطريق العام. في لحظة ضعف وشدة جوع، ووسوسة من نفسه بأنه لا ضير في أخذ تفاحة واحدة من بستان عظيم، قطف تفاحة وأكلها. ذهب عنه الجوع، ولكنه عاد إلى بيته يحمل معه ندماً شديداً.


المحطة الثانية: وخز الضمير وسعي لطلب المسامحة

  • يقظة الضمير المؤمن: بدأ الشاب في لوم نفسه بشدة، لأن التفاحة هي حق لمالك مسلم، وقد أكلها دون استئذان أو مسامحة. هذا التفكير يعكس يقظة الإيمان وعمق التقوى لديه.
  • البحث عن صاحب الحق: قرر الشاب على الفور البحث عن صاحب البستان لإعادة حقه إليه أو طلب العفو والمسامحة.
  • المواجهة والرد الصادم: وجد الشاب صاحب البستان واعترف له بصدق وإخلاص بما فعله، مستأذناً إياه في التفاحة التي أكلها. لكن رد المالك كان قاسياً ومفاجئاً: الرفض القاطع للمسامحة والإصرار على الخصومة يوم القيامة.


المحطة الثالثة: الاستعداد للتضحية من أجل النجاة

  • التوسل والإصرار: بكى الشاب وتوسل إلى صاحب البستان، معلناً استعداده لعمل أي شيء يطلبه، حتى لو كان ذلك العمل في البستان فلاحاً بلا أجر باقي عمره، مقابل المسامحة.
  • شرط النجاة الغريب: بعد إلحاح الشاب ورؤية صدق توبته، أطرق صاحب البستان مفكراً، ثم وافق على المسامحة بشرط واحد: أن يتزوج الشاب ابنته.
  • تفاصيل الشرط الصادمة: زاد صاحب البستان من هول الشرط حين أوضح حال ابنته، وصفها بأربع عاهات: عمياء، صماء، بكماء، ومقعدة لا تستطيع المشي.


المحطة الرابعة: مفاضلة التقوى على الدنيا وتمام العقد

  • صراع داخلي: وقع الشاب في صدمة وصراع داخلي كبير. فكيف يمكنه أن يعيش حياة زوجية مع فتاة بهذه العاهات في مقتبل عمره؟ ومن ستقوم برعاية بيته وشؤونه؟
  • الحسم الإيماني: كانت الغلبة لخوفه من الله ونجاته من وزر التفاحة. قرر أن يصبر على بلاء الدنيا وعلة الزوجة، مقابل النجاة من عذاب الآخرة وخصومة يوم القيامة.
  • القبول والتوكل: توجه الشاب إلى الأب بقلب موكل، قابلاً الزواج، وسائلاً الله أن يعوضه خيراً. تكفل الأب بمهر الزواج وحدد موعد العرس.


المحطة الخامسة: الكشف عن السر والمفاجأة المدهشة

  • يوم الزفاف: ذهب الشاب إلى زفافه مثقل الخطى، حزين الفؤاد، ومنكسر الخاطر، بخلاف حال أي عريس.
  • اللقاء المعجزة: عندما دخل الشاب غرفة العروس، فوجئ بها فتاة غاية في الجمال والكمال، بيضاء كالقمر، ممشوقة القوام، قامت ومشت إليه وسلمت عليه بصوت واضح. لم يصدق الشاب عينيه، وظن أنه أمام حورية.
  • تفسير الأب وحقيقة البنت: أوضحت العروس لزوجها السر الذي وراء كلام أبيها:

  1. "عمياء": عن النظر إلى الحرام.
  2. "صماء": عن الاستماع إلى الحرام.
  3. "بكماء": عن النطق بالحرام.
  4. "مقعدة": عن المشي خطوة إلى الحرام.
  • ميزان الأب في اختيار الزوج: كشفت العروس الدافع الحقيقي لوضع هذا الشرط، فقد كان أبوها يبحث لها عن زوج صالح أمين، ولما رأى خوف الشاب وتوبته الصادقة من أكل تفاحة لا تحل له، قال: "إنَّ من يخاف من أكل تفاحة لا تحل له حري به أن يخاف الله في ابنتي".

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال