نموذج لمنهجية تحليل قصيدة تنتمي إلى خطاب البعث والإحياء.. إحياء الشعر العربي وإخراجها من قيود الركود والجمود



نموذج لمنهجية تحليل قصيدة تنتمي إلى خطاب البعث والإحياء:


مقدمة:

يمثل عصر النهضة نقطة تحول في القصيدة من طور الصنعة والبديع إلى طور البعث والإحياء حيث اشتدت الرغبة في العودة إلى الأصول القديمة باعتبارها نماذج تُحتوى بها ومنطلقا أساسيا للانعتاق من قيود الركود والجمود ويعد (صاحب النص) بشهادة عدد من النقاد وإلى حنين أحد الرواد الذين كان لهم الفضل الكبير في إحياء الشعر العربي والشاعر (فلان+ الحديث عن حياته).

فإلى أي حد كان هذا الشاعر مثالا للثراث الشعري القديم؟
وما الخصائص التي التزم بها وسعى إلى بعثها وإحيائها؟
وما هي حدود تقيده بعمود الشعر العربي؟

العرض:

فالقصيدة التي بين أيدينا التي عُنوِنت بـ(عنوان القصيدة) لـ(صاحبها)، تعد من أبرز القصائد وأجملها.
فمن خلال الملاحظة البصرية يلاحظ أن شكل القصيدة لا يختلف في شيء عن القصائد العربية القديمة، فهي تنتمي إلى الشعر العمودي، القائم على نظام الشطرين المتناظرين -الصدر والعجوز- ويتقيد فيه صاحبه بوحدة القافية والروي والوزن والعنوان (عنوان القصيدة) جاء ببنية لغوية (مركبة لفظية أو أكثر) (بسيطة لفظ واحد) وهو يحيل على موضوع (موضوع القصيدة) الذي تختزله كلمة (أحد ألفاظ العنوان) ويؤطر دلالات القصيدة وكما أن قراءة أبياتها (..) تُفضي إلى إستنتاج عام مفاده أن ثمة مواقف مختلفة وأبعاد متنوعة ودلالات متعددة وتختزل تجربة الشاعر وتعلن عن أحواله النفسية وانفعالاته الداخلية، وهذا يعني أن مضامين هذه القصيدة ليست واحدة وإيما تتنوع حسب اختلاف الوحدات الدالة عليها والمواقف المعبرة عنها وهذه تعتبر سمة أساسية من سمات القصيدة الكلاسيكية.

ويتبين هذا من خلال الوحدات التي قسمها صاحب النص في قصيدته وهي على النحو التالي، فالوحدة الأولى تضم الأبيات{..} حيث يخصص شاعرنا بالحديث عن (..) أما الوحدة الثانية فتضم الأبيات {..} وفيها يتنقل الشاعر من الحديث عن (..) إلى الحديث عن (..) وأخيرا الوحدة3 والتي تضم الأبيات {..} وقد ضمَّنها الحديث عن (..) أما على صعيد المعجم فنلاحظ هيمنة حقل (..) على حقل (..)، هذا يفضي إلى حضور ذات الشاعر المتكلمة.

والملاحظ من خلال تتبع الحقلين أن العلاقة التي تربط بينهما هي علاقة (انسجام، تكامل، تضاد..)، والمتأمل في الصور الشعرية يجد أن القصيدة تعتمد في تشكيل المضامين على تقنيات البلاغة العربية القديمة من (سجع، تشبيه، إستعارة، مجاز، جناس، طباق) ومن التشابيه تشبيه الشاعر في البيت {..} (أمثلة) ومن الإستعارة (أمثلة).. وبعد ذلك يتحقق حضور كامل للإيقاع الداخلي والخارجي (البحر، الوزن، الروي، القافية)، فالقصيدة نظمت على وزن البحر (أذكر البحر) ذي التفعيلة المركبة وهو من البحور الخليلية الفخمة وهو يضفي على القصيدة إيقاعا موسيقيا رناناً.

وإذا كان شاعرنا قد التزم بتفعيلة البحر (..) فإنه قد إلتزم في الآن نفسه بوحدة القافية (تحديدها ونوعها) (مقيدة أو مطلقة) ووحدة الروي (حرف) محافظا بذلك على أهم خصائص القصيدة العمودية ذات نظام الشطرين المتناظرين والذي يخلق تجانسا إيقاعياً ينسجم إلى حد كبير مع حركات المدِّ وتكرار بعض الأصوات (أمثلة) إضافة إلى ذلك نجد أن شاعرنا من الناحية الأسلوبية يتأرجح بين الإخبار والإنشاء رغبة في وصف الحالة النفسية للشاعر، ومن الصيغ الإنشائية نجد (التعجب) (أمثلة) وكذلك أسلوب (النداء) (أمثلة) وكذلك أسلوب (التمني) (أمثلة)، وكذلك نسجل حضور الضمائر (الغائب أو المخاطب أو المتكلم) وكلها تحيل عن واقع المأساة التي تعانيها ذات الشاعر.

خاتمة:

وتأسيسا على ما سبق يتضح لنا من خلال قصيدة الشاعر (عنوانها) قد ظل وفيا لتقاليد القصيدة العربية ومخلصا لنظامها وبالتالي تأكد لنا بالدليل والبرهان على انتماء هذه القصيدة إلى خطاب البعث والإحياء.

اقرأ أيضا:

* منهجية تحليل نص حول المنهج الاجتماعي
* منهجية تحليل قصيدة من خطاب البعث والإحياء
* منهجية تحليل قصيدة من تيار المعاصرة والتحديث
* منهجية تحليل قصيدة من تيار التطوير والتجديد (الرومانسية)
* منهجية تحليل نص مسرحي
* منهجية تحليل نص نقدي
* منهجية تحليل نص حول المنهج البنيوي
* منهجية تحليل القصة (الأقصوصة)