شرح وتحليل النص القرائي طنجة لعبد الله كنون - في رحاب اللغة العربية - السنة الثانية إعدادي



النص: طنجة ص- 82،

هي المدينة الفيحاء ذات المناظر الطبيعية الخلابة والموقع الجغرافي الممتاز، قامت على ربوة عالية بمجمع البحرين: الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، فكانت لذلك باب المغرب وثغرة الجميل. ومثلت أمام أوربا على غلوة أو غلوتين، وبالتدقيق على ثمانية عشر ميلا، فكانت باعتدال هوائها وطيب مناخها مصيفا للأوربين، ومتربعا للمغاربة لا يتخلفان عنه طوال العام.

تغلغلت في القدم فنازعت الزمان صفة الأزل، فهي عريقة في الحسب والنسب، وشرفها موروث ومكتسب. شهدت مشاهد التاريخ المعروف كلها، من عهد الفينيقيين الذين وجدوا فيها مركزا مهما للتبادل التجاري بين إفريقية وأوبا، إلى عهد القرطاجيين، إلى عهد الرومان الذي كانت فيه عاصمة ولاية موريتانيا، إلى عهد الوندال والبيزنطيين.

في هذه العهود كلها كانت طنجة تمثل دورها باعتبارها عاصمة سياسية وتجارية لها شأن بين سائر العواصم من شرقية وغربية. ولما جاء الإسلام كان لها من الأهمية ما لا يقل عن ذي قبل، إذ كانت مهوى أفئدة الفاتحين الأول، إلى أن أسس المولى إدريس بن عبد الله دولته وجعل مدينة وليلي كرسيها، ثم نقله ابنه المولى إدريس الثاني إلى مدينة فاس بعد بنائه لها سنة 192 الهجرة، فلم تزل بعد ذلك تابعة لكرسى المملكة المغربية أينما كان غير مؤثرة هذه التبعية في شهرتها وأهميتها شيء حتى إن الفقهاء كانوا يجعلونها حد إفريقية ولا يعتبرون ما وراءها من مدن عظمى وعواصم کبری.

وعادت لطنجة أيام الدولة العلوية صفة العاصمة السياسية للمغرب، فأضحت مهبط سفراء الدول، ثم بعد استقلال المغرب انتقل السفراء إلى العاصمة الرباط. ولطنجة ماض علمي زاهر كانت فيه عديلة غيرها من مدن المغرب العلمية كسبتة وفاس ومراكش، واشتهر من أعلامها الرحالة الكبير أبو عبد الله محمد بن بطوطة الذي خرج منها وهو ابن اثنتين وعشرين سنة فطاف بأنحاء العالم المعروف إذ ذاك، وتوغل في بلاد الشرق الأقصى ومجاهل إفريقيا، وعاد إلى موطنه بعد غياب أكثر من عشرين سنة، فأملی رحلته المسماة (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار)، وهي رحلة مشهورة ترجمت إلى أكثر لغات العالم المتمدن.

ومناظر طنجة الفتانة وضواحيها الجميلة كثيرة، وأهلها ذوو أخلاق عالية، ومعاشرة حسنة، وذكاء وألمعية ولهم تمرس باللغات الأجنبية العديدة، ومن تم كانت طنجة منطقة مختارة للتعايش السلمي بين مختلف الأجناس لروح التفاهم التي تسود سكانها كافة.

صاحب النص:

عبد الله كنون

ملاحظة النص:

1- دراسة العنوان:

  • أ)- تركيبيا: طنجة: خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذه.
  • ب)- دلاليا: طنجة مدينة في شمال المغرب تطل على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، تعتبر من أجمل مدن المغرب لذلك تلقب بعروس الشمال.

2- التعليق على الصورة:

لوحة زيتية بعنوان مدينة طنجة للفنان التشكيلي المغربي محمد قيريش تظهر فيها مدينة طنجة بلونها الأبيض الساحر وهي تطل بفخر على إحدى واجهتيها البحريتين، وهي صورة تمثل دليلا ملموسا على جمال هذه المدينة.

3- علاقة العنوان بالصورة:

علاقة تفسير وتوضيح، فالعنوان يتحدث عن مدينة طنجة والصورة توضح منظرا من مناظر هذه المدينة. 

4- فرضيات النص:

من خلال تحليل العتبات نفترض أن النص:
  • سيعرف بمدينة طنجة.
  • سيصف مدينة طنجة.
  • سيصف جمال مدين طنجة.

فهم النص:

الشرح اللغوي:

  • الفيحاء: الواسعة.
  • مثلت: قامت منتصبة.
  • ربوة: ما ارتفع من الأرض والجمع ربى.
  • غلوة: مقدار رمية بسهم.
  • ألمعية: حذق وبراعة.

الفكرة العامة:

وصف الكاتب جمال مدينة طنجة وتحديده الدور التاريخي والحضاري والإنساني الذي قامت به عبر العصور.

الأفكار والقضايا:

  • وصف الكاتب جمال مدينة طنجة الذي جعلها مصيفا للأوربيين..
  • توغل طنجة في القدم جعلها تشهد وتعالج الحضارات القديمة الإنسانية وتتعايش معها.
  • طنجة مهبط الفاتحين الأول.
  • استرجاع مدينة طنجة للدور السياسي في عهد العلويين بعد أن أصبحت عاصمة ملكهم.
  • ذكر الكاتب للمكانة العلمية لطنجة وبعض علمائها الأفذاذ.
  • امتاز شأن طنجة بالتفاهم والتعايش السلمي بين مختلف الأجناس.

تحليل النص:

الحقول الدلالية:

1- ماضي طنجة:

  • شهدت مشاهد التاريخ.
  • عاصمة ولاية موريتانيا.
  • عاصمة سياسية وتجارية.
  • مهوى أفئدة الفاتحين الأول.
  • مهبط السفراء.
  • ماض علمي زاهر.

2- حاضر طنجة:

  • المناظر الخلابة.
  • الموقع الجغرافي 
  • باب المغرب وثغره الجميل.
  • مصيفا للأوربيين.
  • متربعا للمغاربة.
  • مناظر طنجة الفتانة.
  • منطقة للتعايش السلمي.

قيم النص:

قيم حضارية: التعايش السلمي.

تركيب النص:

يعرف الكاتب عبد الله كنون بمدينة طنجة مبرزا مؤهلاتها الطبيعة من مناخ معتدل، وواجهتين بحريتين، مؤكدا على أن الأهمية التي تحظى بها مدينة طنجة ليست حديثة بل هي أهمية اكتسبتها عبر ماضيها العريق الذي كانت فيه مركزا تجاريا وسياسيا وعلميا، أما حاضرها فهو مرتبط بتحولها إلى منطقة للتعايش السلمي.