أدب قرطبة في عصر ملوك الطوائف.. ابن حزم وطوق الحمامة. أبو الوليد الباجي. أبو الوليد أحمد بن زيدون المخزومي



أهم علماء قرطبة في هذا العصر ابن حزم صاحب التواليف الكثيرة في كل فن. وهو من أعلام المعدودين في الأندلس.

ومن المتأمل في مؤلفاته وما تحويه من مادة غزيرة ليرى بوضوح أن ذلك الإنتاج الحافل لا يمكن أن يصدر إلا عن حضارة بلغت من التقدم مبلغا عظيما.

فذلك التحليل النفسي الدقيق الذي يتجلى في كتابه "طوق الحمامة"، وهذه الملاحظات الشخصية النافذة على الرجال وأخلاقهم التي يبديها في كتاب "الخصال"، ذلك كله يتحدث عن بيئة ذات حضارة عالية.

وكانت لابن حزم مساجلات ومجادلات حامية اضطر إلى خوضها مع الفقهاء دفاعا عن آرائه، ونخص بالذكر مجالس الجدل التي دارت بينه وبين أبي الوليد الباجي الفقيه الأشعري المعروف، فقد ظل صداها يتردد في جوانب العالم الإسلامي دهرا طويلا؛ وهي تدل على مواهب ابن حزم ولسانه الحاد اللاذع .

ومن أهم شعراء قرطبة أيضا أبو الوليد أحمد بن زيدون المخزومي (394-463/1003-1070).
تمتع ابن زيدون بمكانة عالية في المجتمع القرطبي بفضل ما أنفق في تعليمه من عنايته، وما وهبه الله من ملكة طيبة، وقد تجلت شاعريته وهو ما يقارب العشرين، وهو يقول في الحنين إلى قرطبة:
على الثغب الشهدي مني تحية -- ذكت وعلى وادي العقيق سلام
ولا زال نور في الرصافة ضاحك -- بأرجائها يبكي عليه غمام
معاهد لهو لم تزل في ظلالها -- تدار علينا للسرور مدام
زمان رياض العيش خضر نواعم -- ترف وأمواه النعيم جـمام