الفن والواقع عند أفلاطون.. الفن استنساخ للواقع ومحاكاة له. إذا كانت المحسوسات صورا مزيفة لعالم المثل، فإن العمل الفني تقليد لما هو مقلد أصلا



يرى أفلاطون أن الفن استنساخ للواقع ومحاكاة له.
ومن هذا المنطلق فإن قيمته مبتذلة، لأنه ليس إلا تقليدا لعالم هو في حد ذاته مستنسخ.

بمعنى آخر: إذا كانت المحسوسات صورا مزيفة لعالم المثل، فإن العمل الفني تقليد لما هو مقلد أصلا.

وبما أن الحقيقة السامية والمطلقة لا تتاح إلا بالارتباط بعالم المثل، فإن العمل الفني يبعد الناس عن الحقيقة.

لقد كان أفلاطون يتصور أن ما يحط من قدر الفن، ويقلل من قيمة العمل الشعري، هو كونه يعتمد المحاكاة، مما يبعده كل البعد عن الحقيقة.

يقول أفلاطون: "فإذا ما نزعت عن الشعر قالبه الشعري، فلا شك أنك تستطيع أن تراه على حقيقته، عندما يتحول إلى نثر".
لهذا السبب طرد أفلاطون مكانا للفنانين والشعراء في مدينته.

كان أفلاطون يستخدم فكرة المحاكاة كأداة، غير دقيقة، لنقد الفن وهدم أسسه، من وجهة نظر فلسفية مثالية، تتغنى بالجمال وبالجميل، ظاهريا، وتستبعده بكيفية نـهائية من الحياة الواقعية للناس، وليس كمبدأ لتفسير ظاهرة الفن وإظهار طبيعة العمل الشعري والفني.