أساليب وحيل الشاه لخداع الشعب كانت فريدة من نوعها اذ كان ينسب نفسه الى آل البيت ويعبر عن احترامه البالغ لذريتهم وفي ميدان الحرب كنت تراه قد لبس ملابس عليها آيات قرآنية وأدعية.
وتارة كنت تراه يقوم باعمال توحي عن توجهاته الحقيقية ففي رمضان من سنة 1017هـ (1608م) وفي ايام ولادة المسيح ذهب الى كنيسة الكاثوليك في اصفهان حيث يصف كل من القس الاسباني " أنتونيو دوكوا" وسفير فيلب الثالث الاسباني هذه الزيارة بقولهم:-
سألني الشاه متى ساغادر اصفهان؟ فقلت غدا حيث اعياد ميلاد المسيح قال: "عجيب ان تحتفل غدا بولادة عيسى هذا في الوقت الذي اقام الارمن اعيادهم بمناسبة ولادة المسيح يوم 16 كانون الثاني..
ثم سألني الشاه: هل تقيمون احتفالا في ايران بمثل احتفالكم في بلادكم؟ قلت: نعم باستثناء امر واحد وهو ان الملوك والامراء هناك يشتركون في الاحتفالات فيزيدوننا فخرا... فقال الشاه انا لا اريد ان تحسوا بأي فرق بين مراسيمكم هنا وهناك.. غدا سأحضر بعد الغداء الى كنيستكم..".
ثم سألني الشاه: هل تقيمون احتفالا في ايران بمثل احتفالكم في بلادكم؟ قلت: نعم باستثناء امر واحد وهو ان الملوك والامراء هناك يشتركون في الاحتفالات فيزيدوننا فخرا... فقال الشاه انا لا اريد ان تحسوا بأي فرق بين مراسيمكم هنا وهناك.. غدا سأحضر بعد الغداء الى كنيستكم..".
".. وعندما كان الغد حيث احتفالنا بعيد نوئيل وبعد الظهر بساعتين حضر الشاه بمعية الأمير صفي ميرزا وعدد من حاشيته وكذلك الامير منوجهرخان امير جورجيا مع مرافقيه".
وكان احد القسس قد ذكر له بانه من عاداتنا كما هي في البرتغال ان تذبح خنزيرا في هذا اليوم فأمر " الشاه " بجلب خنزير ارسله امير جورجيا وكان يحتفظ به في قرية قرب اصفهان وقد اثار هذا الامر حفيظة علماء اصفهان اذ ان الشاه قد عمل عملا خلاف القوانين الاسلامية وفي شهر رمضان.
"وعندما وصل الشاه الى كنيستنا وتعبيرا لاحترامه البالغ نزع حذاءه ، وقد كنا قد زينا الكنيسة وملأناها بالعطور واشعلنا البخور وقد نالت النظافة والجمال في الكنيسة اعجاب الشاه وقد وقف الشاه امام صورة مريم وعيسى ونظر اليهما بمعنى اذ كان له توجه خاص بامرهم وقد ادى امام كل صورة الاحترام والتعظيم اللازم .
ما ان اخذ الشاه مكانه على كرسيه الخاص وافترش حاشيته على الأرض بدأ القسساوسة والاطفال الذين دربوا بقراءة الادعية والاناشيد الدينية بينما كان العازفون للالات الموسيقية يرافقونهم بالعزف على الموسيقى. وقد نالوا استحسان ورضا الشاه.
وقد نهض منوجهر خان الجورجي وانضم الى جمع المنشدين وكان يحس نفسه وكأنه في الجنة من شدة التأثر والوجد الحاصل له.
ولكي يسمع الشاه ويراهم عن قرب قام من مجلسه واقترب الى محراب الكنيسة ورأى احد المنشدين وقد أعطى ظهره لصورتي عيسى ومريم فنبهه الشاه مذكرا اياه بان ليس حسنا ان يولي ظهره لصورتي عيسى ومريم فتقبل منه المنشد وبالمقابل أعجب الشاه بصوت المنشد ..
وبعد ذلك بدأ بتصفح جنبات الكنيسة فوجد كتابة في اعلى المحراب قد كتب على قطعة قماش حروف JHS والذي يرمز الى اسم عيسى فسأل عن معناها وبعد التوضيح طلب قلما وورقة وكتب بيده تلك الكلمات ووضعه على قلبه وكلنا امل ان تثمر جهودنا ونرى انه وضع على قلبه الصليب والحروف " .
".. وبعد ان امر باحضار الشراب امرنا باحتسائه ولكي يجرب جودة الشراب امر كل مرافقيه بما فيهم قادة الجيش والمفتي والقاضي بتذوق قليل من ذلك الشراب وبعد ذلك همس لي قائلا: عندما تذهب الى روما وتدخل على البابا اذكر كيف اتيت في شهر رمضان واستطعت ان اجبر كل حاشيتي من القادة والقاضي والمفتي باحتساء الشراب وقل لهم على الرغم من كوني غير عيسوي إلا انني لائق بكل احترام وتقدير ..".
".. بقي الشاه لمدة ثلاث ساعات في الكنيسة وتكلم حول مسائل كثيرة وذكر انه لم يكن ممكنا سابقا دخول احد الملوك الى الكنيسة ناهيك ان بناء الكنائس لم يكن ممكنا فشكرنا له وقلنا له لربما فتوحاته المتواصلة هي نتيجة ادعيتنا وقرابيننا من اجله ".
".. وعندما اراد الشاه ان يخرج من الكنيسة خاطبته قائلا ان هذه الكنيسة بعيدة عن قصر الشاه وعندما نرغب بزيارة قصر الشاه في الشتاء نلاقي الصعوبة فنادى بمحمد بيك وامره بان يخرج معه ويبحث عن بيت او مكان مناسب ليحوله الى مسكن لنا.."
التسميات
تاريخ الدولة الصفوية