الانزياح.. الصور البلاغية انزياح عن سنن اللغة وهي صور أسلوبية تنتمي إلى مستويات لسانية مختلفة صوتية ودلالية وتركيبية



إن فكرة الانزياح  تبحث عن المبدأ الثابت في اللغة الفنية، كما تبحث عن القواسم المشتركة في لغة جميع الشعراء بصرف النظر عن اختلاف لغاتهم وبيئاتهم ونمط كتاباتهم.
فالانزياح غير فردي وغير مختص بمرحلة أدبية دون أخرى.

ويؤكد كوهن أن شعرية النص الفني تمر بمرحلتين أساسيتين:
1- مرحلة طرح الانزياح، وفيها يتم مخالفة القواعد النثرية وتكسير بنيتها التركيبية والدلالية والصوتية.
2- مرحلة نفي الانزياح، وفيها يتم إعادة بناء الجملة من جديد كي تستعيد انسجامها وملاءمتها.

فالشعرية "عملية ذات وجهين متعايشين متزامنين: الانزياح ونفيه تكسير البنية وإعادة البناء من جديد.
ولكي تحقق القصيدة شعريتها ينبغي أن تكون دلالتها مفقودة أولا ثم يتم العثور عليها، وذلك في وعي القارئ".

وفي ضوء هذا التصور حلل كوهن مجموعة من الصور البلاغية باعتبارها انزياحا عن سنن اللغة، وهي صور أسلوبية تنتمي إلى مستويات لسانية مختلفة صوتية ودلالية وتركيبية.

ونجد نفس التصور عند كبدي فاركا Kibedi Varga، مع اختلاف بسيط في طبيعة الأنواع الانزياحية فهو يرى أن كل صورة بلاغية وحدة لسانية تتضمن انزياحا، وأن الصور البلاغية عبارة عن نظام من الانزياحات اللسانية.

وهنا يميز بين ثلاثة أنواع من الانزياحات:
1- انزياحات تركيبية أي علاقة العلامة بالعلامة.
2- انزياحات تداولية أي علاقة العلامة بالباث والمتلقي.
3- انزياحات دلالية أي علاقة العلامة بالواقع.

وهناك سؤال يفرض نفسه وهو: هل يكفي وجود الانزياح لكي تحقق الشعر؟
يجيب كوهن أنه لا يكفي خرق سنن اللغة لخلق قصيدة شعرية، فالأسلوب خطأ ولكن ليس كل خطأ أسلوبا.

ومن هنا فإن "الورود المتواتر للانزياح في القصيدة لا يؤكد بأنه يمثل الشرط الضروري والكافي للواقعة الشعرية".