التحليل النفسي هو أحد المذاهب الرئيسية لعلم النفس، ومنهجا أساسيا في العلاج النفسي، وهو يعنى أساسا بمشكلة الأمراض النفسية بهدف مساعدة الإنسان ليعيش في أمن وتقبل ذاتي, خاليا من الصراعات النفسية والقلق.
فهو يشير أحيانا إلى نظرية الشخصية وطريقة العلاج النفسي التي أعلنها فرويد، وأحيانا يشير إلى طريقة في الاستقصاء تتلخص أساسا في تبيان المعنى اللاواعي لكلام وأفعال الشخص، وكذلك معنى إنتاجه التخيلي.
وهو طريقة في العلاج النفسي تقوم على هذا الاستقصاء وتتخصص بتأويل المقاومة والتحويل.
ويرتبط بهذا المعنى استخدام "التحليل النفسي" كمرادف للعلاج "التحليلي النفسي"، وهو أيضا مجمل النظريات النفسانية والنفسية المرضية التي تنتظم من خلالها المعطيات التي تقدمها الطريقة التحليلية النفسية في الاستقصاء والعلاج.
ولا شك أن مفهوم الشخصية، الذي يشغل مكانا كبيرا في علم النفس، يحتل أهمية خاصة في التحليل النفسي.
فالتحليل النفسي، من حيث هو طريقة علاجية تحليلية، هو علاقة دينامية بين شخص وآخر، ومن حيث هو نظرية سيكولوجية يعطي أهمية كبيرة للتاريخ الفردي للشخص، ولا سيما الخبرات والعلاقات الشخصية لهذا التاريخ الفردي.
فالتحليل النفسي، من حيث هو طريقة علاجية تحليلية، هو علاقة دينامية بين شخص وآخر، ومن حيث هو نظرية سيكولوجية يعطي أهمية كبيرة للتاريخ الفردي للشخص، ولا سيما الخبرات والعلاقات الشخصية لهذا التاريخ الفردي.
وبناء على ذلك، فإن مادة التحليل النفسي تشمل الشخصية بأسرها، وتتعلق بتاريخ نموها وتطورها وتفاعلاتها الدينامية الداخلية والخارجية.
وقد تطور العلاج بالتحليل النفسي عند فرويد بالاتساق مع تطور مفاهيمه ونظرياته في الشخصية.
وتستند النظرية الفرويدية عن الشخصية على تاريخية الفرد، وخاصة تجربة الطفولة المعاشة بامتزاجها بالتماهيات، والصراعات، والأساليب التي يتخذها الفرد كآواليات دفاعية لا شعورية لحفظ الذات.
وهي أيضا تقدم نفسها كبناء نظري شامل أنشئ بمساعدة التقنية التحليلية، وانطلاقا من ممارسة علاجية، لتكون أساسا علاجيا ومدخلا سيكولوجيا لتفسير قوى الصراع اللاشعوري.
وإذا كان التحليل النفسي قد وجد في التقنيات التحليلية وسائل فنية يستطيع بها إظهار المواد المكبوتة في اللاوعي، فقد نشأت اتجاهات تحليلية أخرى من أجل دراسة الشخصية وطريقة معالجتها.
لقد أدت النظرة النقدية إلى مدرسة التحليل النفسي ومفاهيمها، حول اللاوعي، والحياة الجنسية الطفلية، والكبت، والمقاومات... إلى نشوء عدد من الاتجاهات النظرية في داخل حركة التحليل النفسي. وقد طرح ممثلو هذه الاتجاهات نظرياتهم وتفسيراتهم الجديدة لمسألة الشخصية.
لقد ركز ممثلو الاتجاهات الجديدة اهتماماتهم على العمليات الاجتماعية والثقافية، التي تحدد سلوك الشخصية، والنزاعات الداخلية للفرد. حاولت تلك الاتجاهات إدخال بعض التعديلات على مذهب التحليل النفسي الفرويدي، وتفسير البنى الأساسية للشخصية.
فكل واحدة منها كانت تعبر عن مفهومها الخاص فيما يتعلق بجوهر نشاط الشخصية النفسي- الداخلي، والبنية الداخلية للشخصية، والعلاقة المتبادلة بين الشخصية والمجتمع.
وعلى الرغم من أن كثيرا من الآراء والمفاهيم التي طرحها فرويد قد تعرضت للنقد أو التعديل من قبل أتباع نظرية التحليل النفسي، غير أنه لا شك في أن ما قام به كان تأثيره في نظريات الشخصية المعاصرة بالغ الأهمية.
وقد تجاوزت نظرياته حدود علم النفس والعلاج النفسي لتشمل جميع العلوم الاجتماعية والإنسانية الأخرى، وأضحت فلسفة سيكولوجية شاملة تفسر السلوك الإنساني، الفردي والاجتماعي، كما تفسر المجتمع، والحضارة، والفن، والأخلاق، والتاريخ...
التسميات
نظرية التحليل النفسي
