"الوالدان" مسؤولان من دون شك عن أولادهما، وعلى الأخص الأب، الذي تقع على عاتقه مسؤولية إعالة أسرته، والإنفاق عليها، الى حد كفايتها جميع جاحاتها.
وليس هذا هو غرضنا في موضوعنا هنا، بل إن غرضنا هو: بيان مسؤولية كل من الأبوين عن الأولاد، من حيث: التربية، والتوجيه، والإرشاد، والتعليم، وذلك عملا بما أمرنا الله تعالى به، ورسوله صلى الله عليه وسلم.
إن الله عز وجل أمر المسلمين بأن يجنّبوا أنفسهم وأهليهم النار، فقال تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}.
والنبي صلى الله عليه وسلم، أمر الأبوين: بتربية الأولاد على الإيمان والعمل الصالح، وبتعليمهم "الصلاة" وهم أبناء سبع سنين، وبضربهم عليها ضربا غير مبرّح وهم ابناء عشر، وبتعويدهم على ترك المحرّمات، وفعل الطاعات والآداب.
ولذلك: فإنه لا يجوز للأبوين أيضا أن يهملا هذه المسؤولية، ولو كان أولادهما في مدرسة تعلمهم أمور الدين، بل عليهما أن يثبتا من معرفة أولادهما أمور بأمور دينهم، لا أن يتركا الأمر على عواهنه..
ولا يجوز للأبوين أيضا: أن يتركا تتبع أحوال أولادهما، بل عليهما أن يسألا عمن يعاشرون من الرّفقة والأصحاب، وإلى أين يذهبون.. وأن يحذراهم دائما من معشر السوء.. وأن يراقبا ما يقرأون من كتب ومجلات.. وما يشاهدونه ويسمعونه من أفلام وتسجيلات.. وخصوصا في هذا الأيام، التي كثرت فيها أفلام الخلاعة والدعارة ـ الجنس ـ بواسطة ما يعرف بـ "الفيديو"..
إن الأبوين مؤتمنان على أمانة غالية، هي: ولدهما.. فلذة كبدهما.. فليحسنا إليه.. وليقدّما إليه النصيحة والارشاد.. وليبذلا جهدهما من أجل تنشئته تنشئة صالحة، لتقرّ به عيونهما.. وإن هما جانبهما النجاح.. فلم يصلح حال ولدهما بعد بذل الجهد.. فقد وضعا عنهما المسؤولية.. وبرئا الى الله عز وجل من سوء عمله.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.
التسميات
الشباب والمحيط