تحليل (رسالة الغفران) لأبي العلاء المعري - عبور الصراط.. وصف بعض مشاهد العالم الآخر بمفاهيم الحياة الدنيا



تحليل (رسالة الغفران) لأبي العلاء المعري وعبور الصراط

"فلما خلصت من تلك الطموش، قيل لي: "هذا الصراط فاعبر عليه".
فوجدته خاليا لا عريب عنده، فبلوت نفسي في العبور، فوجدتني لا استمسك.
فقالت الزهراء (صلى الله عليها) لجارية من جواريها: يا فلانة أجيزيه.
فجعلت تمارسني وأنا أتساقط عن يمين وشمال، فقلت لها: يا هذه! إن أردت سلامتي، فاستعملي معي قول القائل في الدار العاجلة:
"ست إن أعياك أمري فاحمليني زقفونة"
فقالت: "وما زقفونة؟ "قلت: أن يطرح الإنسان يديه على كتفي الآخر، ويمسك بيديه ويحمله وبطنه إلى ظهره، أما سمعت قول الجحجلول من أهل كفر طاب":
صلحت حالتي إلى الخلف حتى -- صرت أمشي إلى الورى زقفونة
فقالت: ما سمعت بزقفونة، ولا الجحجلول، ولا كفر طاب إلا الساعة!
فتحملني، وتجوز كالبرق الخاطف فلما جزت، قالت الزهراء (عليها السلام): قد وهبنا لك هذه الجارية، فخذها كي تخدمك في الجنان.

سنبب تسمية رسالة الغفران:

1- لماذا أسميت رسالة الغفران بهذا الاسم؟ ومن هو المتحدث بضمير المتكلم في النص؟.

سميت برسالة الغفران لأن الأمير ابن القارح قد تاب على يد قاضي حلب حيث أعطي صك الغفران لكي يدخل به الجنة ولكن ابن القارح أضاع هذا الصك فعندما طلب منه رضوان الجواز والمقصود صك الغفران  لم يجده معه فرفض رضوان إدخال ابن القارح الجنة لولا سيدنا إبراهيم ابن سيدنا محمد "ص" الذي ادخله الجنة.
والمتحدث بضمير المتكلم هو ابن القارح والكاتب هو أبو العلاء المعري.

وصف مشاهد العالم الآخر بمفاهيم الحياة الدنيا في رسالة الغفران:

2- يصف المعري بعض مشاهد العالم الآخر بمفاهيم الحياة الدنيا اشر إلى موضعين يظهر فيهما ذلك واشرحهما؟

- الموضع الأول:

طريقة الحمل وهي الزقفونة والزقفونة أن يطرح الأنسان يديه على كتفي الأخر ويمسك بيديه ويحمله وبطنه إلى ظهره واستشهد بقول الجحجول من شعراء الدنيا من كفر طاب.

- الموضع الثاني:

شجرة الصفصاف الموجودة على باب الجنة هي شجرة موجودة في الحياة الدنيا.

- الموضع الثالث:

عندما طلب منه رضوان جواز، في وقتنا الحاضر هناك جواز سفر فيه صورة للمسافر وأوصافه وعن طريقه يسافر الشخص من دولة إلى أخرى.

الألفاظ والتراكيب الصعبة وغريب اللغة في رسالة الغفران:

3- تحفل رسالة الغفران بالألفاظ والتراكيب الصعبة أو ما يسمى بغريب اللغة.
اشرح ثلاثة منها واذكر سبب استعمال أبي العلاء لها.
- الطموش - معناه الناس.
- لا عريب عنده - لا أحد عنده.
- زقفونة - نوع من الحمل.

وسبب استعمال أبي العلاء لها هو انه يريد أن يظهر نفسه متمكن من اللغة العربية وبان قاموسه اللغوي واسع وفيه الكثير من المفردات والتعابير الغريبة فربما يريد أن يظهر نفسه كما اظهر المتنبي نفسه بأنه يتمكن من شوارد اللغة بينما يعهد غيره طوال الليل يبحث في قاموسه عن معانيها، حيث قال المتنبي:
أنام ملء جفوني عن شواردها -- ويسهر الخلق جراها ويختصم

العناصر القصصية في رسالة الغفران:

4- تحتوي رسالة الغفران على عدة عناصر قصصية، بين ثلاثة منها تظهر في النص واشرحها.

- المكان:

الصراط.

- الزمان:

الآخرة.

- الشخصيات:

ابن القارح، فاطمة الزهراء، الجارية، رضوان وإبراهيم ابن النبي محمد " ص".

- البطل:

ابن القارح.

- العقدة:

عندما لم يستطع ابن القارح اجتياز الصراط فأعطته فاطمة الزهراء جارية من جواريها وذروة العقدة عندما رفض رضوان إدخال ابن القارح الىالجنة لعدم وجود جواز معه.

- الحل:

دخول ابن القارح إلى الجنة عندما جذبه إبراهيم ابن النبي محمد "ص".

رد على رسالة ابن القارح:

رسالة الغفران هي في الاصل هي رد ضمني على رسالة ابن القارح وخصها أبو العلاء بقسمين رئسيين قسم الرحلة وقسم الرد والأول قسم تخييلي عجائبي عبر تسلسل للاحداث واكبها مهارة الكاتب تصرفا وتحكما في احداث ابتدءها بكسر لخطية الزمن عبر تجاوزه وتاخيره لاحداث حرصا منه لاضفاء نوع من المتعة لدى القارئ فقدم قسم الجنة علي قسم المحشر والأحرى ان يكون العكس وأنهاها بقطع لتسلسل الاحداث عبر اقامة ومضة ورائية يعود بها للاحداث تقديما وتاخيرا. والثاني (الرد) حديث مباشر موجه إلى ابن القارح دون ضمنيات يؤكد فيها أبو العلاء على أسباب إنشاء الرسالة.

رسالة ذات طابع روائي:

تعد رسالة الغفران لأبي العلاء من أعظم كتب التراث العربي النقدي وهي من أهم وأجمل مؤلفات المعري، وقد كتبها رداً على رسالة ابن القارح.

وهي رسالة ذات طابع روائي حيث جعل المعري من ابن القارح بطلاً لرحلة خيالية أدبية عجيبة يحاور فيها الأدباء والشعراء واللغويين في العالم الآخر.

وقد بدأها المعري بمقدمة وصف فيها رسالة ابن القارح وأثرها الطيب في نفسه فهي كلمة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ثم استرسل بخياله الجامح إلى بلوغ ابن القارح للسماء العليا بفضل كلماته الطيبة التي رفعته إلى الجنة فوصف حال ابن القارح هناك مطعماً الوصف بآيات قرآنية وأبيات شعرية يصف بها نعيم الجنة.

وقد استقى تلك الأوصاف من القرآن الكريم مستفيداً من معجزة الإسراء والمعراج، أما الأبيات الشعرية فقد شرحها وعلق عليها لغوياً وعروضياً وبلاغياً.

شعراء الجنة وشعراء النار:

ويتنقل ابن القارح في الجنة ويلتقي ويحاور عدداً من الشعراء في الجنة من مشاهير الأدب العربي منهم من غفر الله لهم بسبب أبيات قالوها كزهير.

وشعراء الجنة منهم زهير بن أبي سلمى والأعشى وعبيد بن الأبرص والنابغة الذبياني ولبيد بن أبي ربيعة وحسان بن ثابت والنابغة الجعدي.

ثم يوضح قصة دخوله للجنة مع رضوان خازن الجنة ويواصل مسامراته الأدبية مع من يلتقي بهم من شعراء وأدباء ثم يعود للجنة مجدداً ليلتقي عدداً من الشعراء يتحلقون حول مأدبة في الجنة وينعمون بخيرات الجنة من طيور وحور عين ونعيم مقيم.

ثم يمر وهو في طريقه إلى النار بمدائن العفاريت فيحاور شعراء الجن مثل «أبو هدرش» ويلتقي حيوانات الجنة ويحوارها ويحاور الحطيئة.

ثم يلتقي الشعراء من أهل النار ولا يتوانا في مسامرتهم وسؤالهم عن شعرهم وروايته ونقده ومنهم امرؤ القيس وعنترة بن شداد وبشار بن برد وعمرو بن كلثوم وطرفة بن العبد والمهلهل والمرقش الأكبر والمرقش الأصغر والشنفرى وتأبط شراً وغيرهم. ثم يعود من جديد للجنة ونعيمها.

تعد محاوارات ابن القارح مع الشعراء والأدباء واللغويين التي تخيلها المعري في العالم الآخر مصدراً مهماً من مصادر دراسة النقد الأدبي القديم حيث حوت تلك المسامرات والمحاورات مباحث نقدية مهمة وأساسية في النقد الأدبي.

التعبير عن نظرة للدين والأدب والحياة بأسلوب أدبي:

ركز أبو العلاء المعري في هذا الكتاب على إبراز ما أسماه النص المحوري للرسالة وذلك لإبراز غرضها الأساسي الذي يحدده بالتعبير عن نظرة للدين والأدب والحياة بأسلوب أدبي ويركز أيضا على الجانب العقائدي في الرسالة من خلال ربطها بعقيدة أبو العلاء المعري وقد عرف بنقده بأسلوب ساخر يلمح به إلا حالة من عصره عن طريق أفعال الشخصيات أو المكان....

تنقسم إلى 4 مراحل وتعد الحاشية هي من أروع الأماكن طرافة وهي المرحلة المعدله لضمان التراجيديا.