احتلال بريطانيا لمصر.. تذمر ضباط الجيش المصريّ من عدم تقاضي الرواتب نتيجة لفراغ الخزينة وظهور تحركات عسكرية معينة للمطالبة بالحقوق



استغلت بريطانيا توجه الخديوي اسماعيل اليها بطلب ارسال خبير مالي بريطاني الى مصر لدراسة الأحوال الادارية والمالية لحكومتها. فكان الحل بتحويل الديون الى دين واحد يسدد على مدار 50 عاما بنسبة %7 على أن تخضع مصر للمراقبة المالية الأوروبية. فلم يتمكن الخديوي من دفع المستحقات. فأصدر بيانا يؤجل فيه المدفوعات, فغضب أصحاب الديون.
- فكان من نظام المراقبة القضائية أن ضرب الاقتصاد المصريّ وجعله خاضعا بالكلية للنفوذ الأجنبيّ. فتضررت الصناعة والتجارة والزراعة, وقيدت أيدي اسماعيل ولم يعد بامكانه التحرك بحرية لانقاذ الاقتصاد المتدهور.
- كما ونجحت بريطانيا باقناع الدول الأوروبية بأنّ مصاريف ونفقات الخديوي الخاصة هي أحد ألأسباب المركزية في التدهور والتورط المالي في مصر.
- ومن ناحية أخرى تذمر ضباط الجيش المصريّ من عدم تقاضي الرواتب وذلك نتيجة لفراغ الخزينة. وأخذت تظهر تحركات عسكرية معينة للمطالبة بالحقوق. ولم ينجح الخديوي في تسوية الأمور الأمر الذي أدى الى عزله عن كرسيّ حكمه في مصر, وعين بدله ابنه توفيق الذي خضع للسياسة البريطانية.
- بدأ نشاط رجال الجيش على يد الضابط المصري أحمد عرابي الذي جمع حوله عددا من الضباط والجنود ونادى باقالة الحكومة ووضع دستور وتحسين الظروف للجنود والضباط الذين يخدمون في الجيش المصريّ.
خافت بريطانيا من نجاح "حركة عرابي" الشعبية وخافت من تضييع انجازاتها التي بذلتها عبر السنين, فقررت احتلال مصر عام 1882م بحجة تقديم الحماية لها من اعدائها أمثال عرابي باشا.
قامت بريطانيا وقبل احتلالها لمصر بالاتفاق مع فرنسا على أن تحصل الأخيرة على تونس بدون أن تظهر بريطانيا اعتراضها للاستعمار الفرنسيّ على تونس. وفي نفس الوقت لا تظهر فرنسا اعتراضها على قيام بريطانيا باحتلال مصر. وبالمقابل حافظت فرنسا على مصالحها في قناة السويس وبعض المواقع داخل مصر.