مهارات اللغة العربيّة.. القراءة. الكتابة. التواصل الشفوي.. تحويل التّواصل اللّغويّ إلى مهارة كبرى تنتظم في ذاتها كلّ أبعاد التعلّم الإنسانيّة



تنتمي العربيّة إلى مجال اللّغات انتماء يجعلها قائمة على ثلاث مهارات رئيسيّة لازمة لكلّ تواصل لسانيّ وهي:
1- القراءة.
2- الكتابة.
3- التّواصل الشّفويّ.

إنّ هذه المهارات ببعدها الشّامل وطبيعتها المركّبة أساسيّة في تعلّم اللّغات إذ لا حديث عن اللّغة دون مشافهة أو قراءة أو كتابة أي أنّ شرط التّواصل اللّغويّ تمكّنٌ من آليات التّرميز والتّفكيك سواء أكان ذلك في إطار بلاغة الحضور (المشافهة) أم في إطار بلاغة الغياب (الكتابة والقراءة).

كما أنّ هذه المهارات وظيفيّة في تحويل التّواصل اللّغويّ إلى مهارة كبرى تنتظم في ذاتها كلّ أبعاد التعلّم الإنسانيّة.

إذ بالقراءة يتمكّن المتعلّمون من الاطّلاع على منجزات الحضارة الإنسانيّة أدبيّة كانت أم علميّة أم اجتماعيّة أم فلسفيّة وبالكتابة يتحوّلون إلى وضع المنتج الرّاغب في مدّ جسور من التّواصل مع الآخرين عبر بلاغة الغياب تدوينا يستجيب في ملامحه العامّة إلى ما يعرض للمتعلّمين من وضعيّات وبالتّواصل الشّفويّ يكتسبون ما به ييسّرون سبل العيش مع الآخرين تقبّلا وإبلاغا وفهما وإفهاما.

ومثل هذا الأمر يضاعف من دور اللّغة عامّة واللّغة العربيّة خاصّة ليجعل تعلّمها وتملّك آليّات إنتاج المعنى فيها موكلا إلى تصوّر مستحدث لعمليّة التعلّم يقطع مع تجزئة المعارف ومع البعد التّراكمي الكمّي ليؤسّس تصوّرا اندماجيّا تتراشح فيه المعارف وتتواصل المهارات لا باعتبارها مجالات تعلّم صغرى وإنّما باعتبارها وجوها متماسكة لازمة لتملّك اللّغة مجالَ تعلّم ووجها عمليّا به يُدرك التّواصل مهارة أفقيّة ليس لأحد غنى عنها.

إنّ تملّك المتعلّمين لهذه المهارات الثّلاث يُتيح لهم فرصا متجدّدة كي يستكشفوا ما بينها من وشائج فيدركون أثرها مجتمعة في ضمان تواصل ناجع مع الآخرين ومع المعرفة أيّا كان نوعها فيصيرون بذلك أكْفاء من خلال تمكّنهم من بناء المعنى وإحكامهم التصرّف في ما يعرض لهم من مقامات التّواصل واكتسابهم معارف جديدة وتبنّيهم رؤى نقديّة وحسّا تقويميّا يتفاعلون به مع ما يعرض لهم من أوضاع ومن خلال تربية النّفس على تذوق مواطن الجمال في الخطاب وتعليل ذلك وعلى الإبداع كتابة أو مشافهة إبداعا تصبح معه الكتابة أو حسن التّواصل شفويّا أو القراءة عادة وسلوكا يوميّا.

ولبلوغ ذلك يقوم تعلّم العربيّة في المرحلة الثّانية من التّعليم الأساسيّ على الآتي من الفروع:
1- شرح النصّ.
2- اللّغة.
3- الإنتاج الكتابيّ.
4- التّواصل الشفويّ.