أبو بكر الصديق وحديث منع إرث الرسول.. فاطمة لم تقبل بحديث اخترعه أبو بكر وعمر وأخذا فدكًا من أجل استئصال ذرية النبي



زعم الشيعة أن حديث «نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة» وضعه أبو بكر الصديق- رضي الله عنه-:وفي ذلك يقول الحلى: إن فاطمة لم تقبل بحديث اخترعه أبو بكر من قوله: ما تركناه صدقة. وقال أيضًا: والتجأ في ذلك إلى رواية انفرد بها([1]). وقال المجلسى بعد أن نص على أن أبا بكر وعمر أخذا فدكًا: ولأجل ذلك وضعوا تلك الرواية الخبيثة المفتراة: نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة([2]) ويقول الخميني في ذلك: نقول إن الحديث المنسوب إلى النبي لا صحة له، وأنه قيل من أجل استئصال ذرية النبي([3]).
ويجاب على ذلك: بأن هذا القول كذب محض وافتراء واضح، إذ هذه الرواية لم ينفرد بها أبو بكر رضي الله عنه بل إن قوله ×: «لا نورث ما تركناه فهو صدقة»، رواه عنه أبو بكر وعثمان وعلى وطلحة، والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف والعباس بن عبد المطلب وأزواج النبي × وأبو هريرة وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهم أجمعين([4]) وفي ذلك يقول ابن تيمية: والرواية عن هؤلاء ثابتة في الصحاح والمسانيد، ومشهورة يعلمها أهل العلم بالحديث، فقول القائل: إن أبا بكر انفرد بالرواية يدل على فرط جهله أو تعمده الكذب([5]).
وقال ابن كثير بعد ذكره لمن روى الحديث: «وأن هذا الزعم من الرافضة باطل، ولو تفرد بروايته الصديق- رضي الله عنه – لوجب على جميع أهل الأرض قبول روايته والانقياد له في ذلك»([6]), وقد قال الدكتور سليمان بن رجاء السحيمي صاحب الكتاب القيم «العقيدة في أهل البيت بين الإفراط والتفريط»: ويؤيد هذا ما جاء من كتب الرافضة عن الإمام جعفر الصادق الإمام الخامس المعصوم عندهم فيما رواه الكليني والصفار والمفيد أنه قال: قال رسول الله (ص): «من سلك طريقًا يطلب منه علمًا سلك الله به طريقًا إلى الجنة، والعلماء أمناء، والأتقياء حصون، والأوصياء سادة، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر، وأن العلماء ورثة الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، ولكن ورثوا العلم، فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر([7]) وفي رواية: «إن العلماء ورثة الأنبياء، وذلك ان الأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا، وإنما أورثوا أحاديث من أحاديثهم»([8]). وما أرث منك يا رسول الله؟ قال: «ما أورث النبيون».

([1]) منهاج الكرامة المطبوع مع منهاج السنة (4/193) نقلاً عن العقيدة في أهل البيت.
([2]) حق اليقين: ص (191) نقلاً عن العقيدة في أهل البيت: ص(443).
([3]) كشف الأسرار للخميني: ص (132- 133) نقلاً عن العقيدة في أهل البيت.
([4]) العقيدة في أهل البيت: ص(444).
([5]) منهاج السنة (4/199).
([6]) البداية والنهاية (5/250).
([7]) الكافي للكليني (1/32- 34).
([8]) المصدر السابق (1/32- 34)، وبصائر الدرجات للصفار: ص (10، 11) والاختصاص للمفيد: ص(4) وانظر: علم اليقين للكاشاني (2/747، 748) نقلاً عن العقيدة لأهل البيت: ص(444).