انقلاب بكر صدقي.. استهداف الضباط الوطنيين من نشاطها السياسي سيطرة الجيش على الحكومة لغرض القيام بإصلاحات مدنية وعسكرية



انقلاب بكر صدقي 1936:
اتفقت حركتان مختلفتان فألفتا كتلة قوية تعارض وزارة ياسين الهاشمي، الحركة الأولى التي يرجع تاريخ نشوئها الى عام 1931 عرفت بأسهم جماعة الأهالي.

أما الحركة الثانية فتألفت من مجموعة من ضباط الجيش أطلقت على نفسها أسم الضباط الوطنيين استهدفت من نشاطها السياسي سيطرة الجيش على الحكومة لغرض القيام بإصلاحات مدنية وعسكرية.

اشتدت المعارضة ضد وزارة ياسين الهاشمي وحدثت حركات عشائرية في انحاء مختلفة من العراق، لكن المعارضة ومن ضمنها جماعة الأهالي عجزت عن اسقاط تلك الوزارة في تلك الأثناء أخذ ولاء ضباط الجيش للحكومة بالفتور.

وأثناء صراع المعارضة مع وزارة الهاشمي بدأ حكمت سليمان بتكوين ارتباط بين جماعة الأهالي والجيش عن طريق الفريق بكر صدقي ورغم انضمام بكر الى جماعة الأهالي إلا أنه لم يحضر اجتماعاتها السرية سوى مرة واحدة وذلك لتخوف حكمت سليمان من أن الاتصالات المستمرة بالجيش قد تثير شكوك الحكومة وفي أعقاب ارتباط بكر صدقي بجماعة الأهالي تقرر تنظيم حركة انقلابية تستهدف أقالة وزارة ياسين الهاشمي المتربعة على دست الحكم وحدث في تشرين الأول 1936.

كان رئيس أركان الجيش طه الهاشمي متمتعاً بإجازة خارج العراق وكان بكر صدقي وكيلاً عنه في رئاسة الأركان فاستغل بكر تلك الفرصة للقيام بالحركة الانقلابية ففي ليلة 28/29 تشرين الأول عام 1936 نفذ بكر صدقي الانقلاب بمساعدة الفريق عبد اللطيف نوري قائد الفرقة الأولى ومحمد علي جواد آمر القوة الجوية حيث زحفت قوات الفرقتين الثانية والأولى والتي أطلق عليها أسم القوة الوطنية الاصلاحية من مراكزها في محافظة ديالى ووصلت الى مقربة من بغداد في الصباح الباكر من يوم 29 تشرين الأول وفي نفس ذلك الصباح ظهرت بعض طائرات القوة الجوية العراقية وألقت مناشيرها على الأهلين تدعوهم الى السكينة وتخبرهم بواقع الحال.

أدرك ياسين الهاشمي ووزارته حراجة الموقف فقدم استقالته لاجتناب تعريض البلاد الى خطر القلائل الداخلية، وقد أصدرت الحكومة بياناً في 5 تشرين الثاني 1936 شرحت فيه أسباب قيام الانقلاب والسياسة التي ستتبعها جاء فيه أن الظروف الاستثنائية التي اضطرت المخلصين من أخواننا الى أن يتكاتفوا هي وليدة سياسة الحكومة وأن الأخيرة سوف تعمل على تطبيق العدل على الجميع، وتحسين الصلات الودية مع الدول ووضع خطة أصلاحية شاملة للمعارف وتناول أيضاً مسألة توزيع الأراضي.