الثورة المنهجية في دراسة اللغة والأدب عند الشكلانيين الروس.. خلق علم أدب مستقل انطلاقاً من الخصائص الجوهرية للمادة الأدبيّة ورفض المقاربات النفسية والاجتماعية في النقد الأدبي



دراسة اللغة والأدب عند الشكلانيين الروس

كان (الشكلانيون الروس) يضعون أسساً لثورة منهجية جديدة في دراسة اللغة والأدب، هادفين إلى خلق (علم أدب) مستقل، انطلاقاً من الخصائص الجوهرية للمادة الأدبيّة، رافضين المقاربات النفسية والاجتماعية التي كانت سائدة في النقد الأدبي آنذاك.

ثنائية الشكل والمضمون في الأثر الأدبي

ومركزين اهتمامهم في مجالين بارزين هما: دراسة الصفة التي تجعل من الأثر عملاً أدبياً، وهي ما أطلق عليه ياكوبسون (الأدبية)، ومفهوم الشكل.

إذ تصّدوا بجرأة لمبدأ ثنائية الشكل والمضمون في الأثر الأدبي، وهو ما كانت النظريات النقدية القديمة تأخذ به.

فأكّدوا أن النص الأدبي يختلف عن غيره ببروز (شكله)، ومن هنا جاءت تسميتهم (الشكليين).

ويرى (ايخنباوم) أن ما يميّز الشكلانيين هو رغبتهم في خلق (علم أدبي) مستقل، انطلاقاً من الخصائص الجوهرية للمادة الأدبية.

فهدفهم الوحيد هو الوعي النظري والتاريخي بالوقائع التي تخصّ الأدبي كما هو عليه، بعيداً عن علم الجمال وعلم النفس وعلم الاجتماع.

وبهذا التقوا مع (المستقبليين) الذين استطاعوا أن يخلّصوا الدراسات الأدبية من أثقال العلوم الأخرى.