الحالة السياسية في تشاد.. تأسيس الاتحاد الديمقراطي التشادي والحزب الاشتراكي التشادي المستقل لأحمد غلام الله. جبهة التحرير الوطني التشادي



الحالة السياسية في تشاد:

لا شك من أن المسلمين في تشاد هم أصحاب السياسة الفعلية منذ أمد بعيد؛ لأن دخول المسلمين حلبة المعترك السياسي بدأ قبل الاستقلال في عام1960م.
حيث إن أول حزب سياسي ظهر على الساحة التشادية برئاسة رجل مسلم وهو عربي؛ حيث كون حزبه في عام 1945م تحت اسم: الاتحاد الديمقراطي التشادي (u.d.t).

الحزب الاشتراكي التشادي المستقل:

وفي عام 1952م ظهر حزب آخر برئاسة مسلم وهو: أحمد غلام الله تحت اسم: الحزب الاشتراكي التشادي المستقل (p.s.i.t).
وفي يوم 13/3/1959م شكل أحمد غلام الله حكومة جديدة في البلاد فأصبح أول رئيس للوزراء رجل مسلم (وكان رئيس الوزراء بمثابة رئيس الجمهورية).

جبهة التحرير الوطني التشادي:

كما بدأت جبهة التحرير الوطني التشادي (فرولينا ـfrolinat) كحزب سياسي سري داخل البلاد منذ عام 1958م باسم الاتحاد الوطني التشادي (u.n.t).
وأعضاء هذا الحزب هم الذين قادوا الثورة الإسلامية ورفع السلاح في وجه الحكومة النصرانية الظالمة التي كانت تمارس اضطهاد المسلمين بعد حلها للأحزاب كلها واعتقال رؤسائها وتطبيق مبدأ الحزب الواحد في تشاد، وفرض قانون الطوارىء في البلاد في عام 1962م برئاسة فرنسوا تمبلباي المسيحي، ثمَّ برئاسة الجنرال (فليبس مالوم).

حسين هبري:

ودامت هذه الحكومة المسيحية العميلة لفرنسا قرابة (18) عاماً حتى أطيح بها في معركة مع الرئيس السابق/ حسين هبري عام 1978م.
ومن ثمَّ آل الحكم إلى المسلمين، ولكنهم تنازعوا فيها فنشبت بينهم حروب دامية تحولت إلى حروب أهلية قبلية دمرت البلاد والعباد، وحتى اليوم يعاني الشعب التشادي بأسره من آثار تلك الحروب.
ومع هذا كله فإنَّ زمام الأمور في البلد بيد المسلمين، ويصعب التكهن بنزعها منهم في الوقت الحاضر والمستقبل القريب.

تكوين أحزاب كثيرة:

وإن كان المستعمر الفرنسي يسعى حثيثاً في تولية رجل نصراني زمام الأمور في البلاد؛ لأن الرئيس الحالي طبق الديمقراطية نوعاً ما؛ مما أتاح الفرصة للمسلمين لممارسة السياسة من خلال تكوين أحزاب كثيرة.
وقد بلغت الأحزاب التي يترأسها المسلمون قرابة (37) حزباً، كلها تكونت من عام1992م إلى عام1997م(3)، وهي في ازدياد يوماً بعد يوم.